صفحة جديدة 1
ليبيا
في عامي 1919 و 1920 بدأ الإيطاليون بمفاوضة
السنوسيين للتوصل إلى اتفاق ولكن جوبهوا من عام 1922 إلى عام 1931 بثورة عمر
المختار فأقدموا على الهيمنة على معظم البلاد ووضعوها تحت امرة الجنرال دي بونو
والماريشال بادوغليو وتحت ادارة السيناتور غيسيبي فولبي.
في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1949 منحت
الأمم المتحدة ليبيا الاستقلال في اطار دولة فيدرالية واستمرت مرحلة نقل السلطات
حتى 24 ديسمبر (كانون الأول عام 1951 حيث تم تعيين الأمير محمد ادريس المهدي
السنوسي ملكاً على البلاد تحت اسم الملك ادريس الأول.
وفي الأول من سبتمبر (أيلول) 1969، وفيما كان
الملك ادريس الذي كان يبلغ من العمر 79 عاماً يتعالج في أنقرة بتركيا، وقع انقلاب
عسكري بقيادة العقيد معمر القذافي.
وفي يوليو (تموز) عام 1972 تم إعلان ولادة
الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية الليبية العظمى التي تنازل فيها العقيد معمر
القذافي عن السلطة للجان الشعبية التي تشكلت في أنحاء البلاد كافة والتي شملت
الفئات والقطاعات كافة.
يعتبر العقيد القذافي من أكثر المتحمسين
للوحدة العربية حيث اقترح عدة مشاريع وحدوية خلال فترات زمنية متفاوتة مع مصر
والسودان وتونس ولكن لم يكتب لها النجاح.
في أغسطس (آب) 1981 أسقطت طائرة أمريكية
طائرتين عسكريتين ليبيتين فوق خليج سرت وتعللت بأن احدى الطائرتين اطلقت صاروخ جو ـ
جو على طائرة امريكية وأخطأتها.
تصدت ليبيا للطائرات الأمريكية التي خرقت
حرمة اجواءها فردت عليها القوات البحرية والجوية الأمريكية، ثم قامت طائراتها بقصف
مدينتي طرابلس وبنغازي مستهدفة منزل العقيد القذافي وذلك في أبريل (نيسان) عام
1986.
عام 1988 اتهمت أمريكا ليبيا بأنها مرتكبة
حادثتي انفجار طائرتي ركاب مدنيتين، الأولى امريكية تابعة لشركة «بان اميركان»
والتي سقطت فوق بلدةِ لوكربي في بريطانيا وراح ضحيتها 270 شخصاً، أما الطائرة
الثانية فكانت فرنسية انفجرت فوق النيجر وقتل جميع ركابها.
واعتبرت ليبيا أن موقف الولايات المتحدة، رغم
نفي ليبيا لهذا الاتهام، يعد موقفاً خبيثاً الغرض منه التحرش بها باعتبار ليبيا
بمثابة شوكة في جنب السيادة الأمريكية على العالم، واحتجزت السلطات الليبية
المتهمين ورفضت تسليمهما.
الرهان الليبي والمبادرة السعودية :
كانت ليبيا تراهن على عامل الزمن في إنهاء
العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، وأدارت الأزمة بذكاء وتمسكت بنصوص القانون الدولي
حيث لا يجوز للدولة أن تسلم رعاياها لغرض محاكمتهم في الدول التي تطالب بهم.
استطاعت ليبيا بذلك حشد تأييد ودعم دوليين،
واحتفظت بعلاقاتها مع الدول العربية والأفريقية.
وتواكب ذلك مع المبادرة التي أطلقتها
السعودية حيث عهد بمتابعتها إلى سفيرها في واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبد
العزيز الذي نسق جهوده بالكامل مع رئيس جنوب افريقيا الأسبق نلسون مانديلا وقد نجحا
معاً في إغلاق ملف لوكربي عام 1999.
قطعت ليبيا شوطاً كاملاً بالموافقة على تسليم
المتهمين عبد الباسط المقراحي واليامين خليفة فحيمة. بعد أن قامت بانتزاع اعتراف
محكمة العدل الدولية باختصاصها في نظر القضية حيث يعطي القانون الأسكتلندي فرصة
كبيرة لاثبات براءة المتهمين في حال عدم تورطهما في الحادث.
في 5 نيسان 1999م سلمت ليبيا مواطنيها عبد
الباسط المقراحي والأمين فحيمة المتهمين باعتداء لوكربي إلى هولندا لمحاكمتهما أمام
محكمة أسكتلندية وعلى أثر ذلك علقت الأمم المتحدة العقوبات الدولية المفروضة على
الجماهيرية الليبية، علماً أن منظمة الوحدة الأفريقية كانت قد رفعت جزئياً الحظر
الجوي عن طرابلس الغرب من حزيران 1998م.
في تموز 1999م أنهت ليبيا أزمتها مع فرنسا
عندما وافقت على دفع أكثر من 200 مليون فرنك فرنسي تعويضات لعائلات الضحايا الـ170
الذين سقطوا في تفجير طائرة «يوتا» الفرنسية فوق النيجر عام 1988م.
أما الولايات المتحدة وبريطانيا فكانت لديهما
الرغبة في إنهاء هذه الأزمة. وإذا كانت واشنطن لا تزال تضع بعض العراقيل أمام إعادة
تطبيع العلاقة مع طرابلس، فإن لندن بادرت سريعاً إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية
بدءاً من شهر تموز 1999.
وفي شهر آب من العام 2003 توصلت ليبيا إلى
اتفاق مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يقضي بأن تدفع ليبيا تعويضاً
قدره 2,7مليون عن كل ضحية من ضحايا حادث لوكربي، هذا ما سوغ لفرنسا أن تطالب هي
الأخرى بتعويضات إضافية لعائلات الضحايا الـ170 الذين سقطوافي تفجير طائرة «يوتا»
الفرنسية فوق النيجر عام 1988م.
ومع نهاية العام 2003 عرفت العلاقات الخارجية
للجماهيرية مع الدول الغربية انفراجا واسعا بعدما أعلنت ليبيا تخليها طواعية عن
برامجها لإنتاج أسلحة الدمار الشامل وقبولها لعمليات التفتيش، وقد جسد ذلك الانفراج
تبادل الزيارات الذي تم مع مطلع العام 2004 بين المسؤولين الليبيين ونظرائهم من
مختلف الدول الغربيةوالتي تأتي على رأسها كل من الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا.
|