mario
كان مشهد خروج النجم البرازيلي رونالدو من مباراة ريال مدريد أمام سيلتا فيجو مؤسفا خاصة في ظل تصفيق جماهير الريال المتواجدة في ملعب سانتايجو برنابيو تأييدا لقرار المدرب خاصة أن الهجوم على اللاعب جاء في ذات المكان الذي شهد استقبالا حافلا له عند قدومه من إنترميلان بعد كأس عالم 2002. و المشاعر العدائية من جانب جماهير الريال تجاه رونالدو ظاهرة متكررة من الموسم الماضي ، ولكن الجديد هو كيفية تعامل إدارة الريال مع النجوم فلم يعد الفريق كسابق عهده في المواسم الأخيرة مستقبلا للنجوم الكبار منذ سياسة "نجم كل موسم" والتي كانت سببا في قدوم البرتغالي لويس فيجو والفرنسي زين الدين زيدان ورونالدو والإنجليزي ديفيد بيكام ومواطنه مايكل أوين. وأصبح الريال في ظل رئاسة رامون كالديرون والقيادة الفنية للإيطالي فابيو كابيللو أقل اهتماما بسياسة ضم النجوم ولم يعد من هذه القائمة سوى بيكام ورونالدو كصديقين لدكة البدلاء بعد اعتزال زيدان واتجاه فيجو للإنتر ورحيل أوين إلى نيوكاسل. ووضح الاختلاف في التوجه منذ تولي كالديرون رئاسة الفريق حين صرح أن كابيللو هو المسئول عن التعاقدات الجديدة للفريق وهو ما خالف عقلية سابقه بيريز الذي كان يتدخل في كل تعاقد ويفرض النجوم أصحاب الأسماء الرنانة دون الاهتمام بمستوى الفريق. وأكد البرتغالي فيجو بعد انضمامه لإنترميلان ذلك عندما قال أن الفريق المدريدي كان كالسيرك نعمل من أجل زيادة متعة الجمهور وجذبه نحو العرض فالفريق لم يكن قادرا على حصد البطولات فالاهتمام كله كان منصبا على زيادة العائد المادي عن طريق الدعاية. وهذا الموسم اختلف الأمر كثيرا ، الريال اهتم بضم لاعبين لا يحملوا صفات النجوم يروجون شعار النادي في جولاته السياحية قبل بداية الموسم فتعاقد مع الهولندي رود فان نيستلروي والمالي مامادو ديارا والإيطالي فابيو كانافارو والبرازيلي إيمرسون وخوسيه أنطونيو رييس على سبيل الإعارة من ناديه أرسنال. وهي المرة الاولى منذ فترة كبيرة أن يتعاقد الريال مع مهاجم واحد ولاعب وسط ذو ملامح هجومية في حين يتعاقد مع لاعبي وسط مدافعين ومدافع من العيار الثقيل. ففي الموسم الحالي ظهر تأثير التعاقدات الدفاعية على الريال فبعد مرور مايقرب من ثلث المسابقة دخل مرمى الفريق المدريدي ستة أهداف فقط كثاني أقوى دفاع حتى الآن ، وهو العدد نفسه الذي مني به مرمى الفريق الأبيض في أول أربع مباريات الموسم الماضي الذي شهد دخول المرمى المدريدي 40 هدفا. ويدلل على معاناة المدافعين واللاعبين أصحاب المهام الدفاعية في الفريق المدريدي ما قاله توماس جرافسين مدافع سيلتيك الأسكتلندي حاليا ولاعب الريال السابق عن تهاون النجوم في بذل المجهود خاصة وأن كل منهم يجد من يجري بدلا منه. وبدأ اللاعبون الجدد في حجز أماكنهم في التشكيل الأساسي للفريق وكانت المفاجأة أن تأتي هذه المشاركات على حساب رونالدو وبيكام اللذان لم يجلسا على دكة البدلاء من قبل ، ولم يكتف كابيللو بذلك بل بدء في الدفع بلاعبيه أصحاب القدرات العالية أمثال خوسيه ماريا جوتي وأنطونيو كاسانو قبل الخلاف الحاد معه مسدلا الستار على عصر النجوم الزاهية ليبدأ عام 2007 بمفهوم جديد. ومن الملاحظ أيضا أن هذه الجرأة في التعامل قد تأتي على رؤوس كل النجوم عدا الإسبان منهم الذين أصبحوا رموزا للفريق ، فلا يستطيع أحد مجرد التفكير في تجاهل راؤول جونزاليس أيا كان مستواه كذلك ميشيل سالجادو الأقل كثيرا من لاعب مثل البرازيلي سيسينيو ولكنه يحتفظ دائما بمكانه في الجناح الأيمن للفريق.