[Admin]

كان يوماً رائعاً بالنسبة لى .. فالجو ينم عن احتمال مؤكد لسقوط أمطار وهذا هو الجو



الذى طالما عشقته .. فشعرت أنه يوم محبب إلى نفسى كثيراً ..



كان على السفر فى ذلك اليوم فتقافزت كالأطفال لفرحى الشديــــــد بأننى سأسافر فى ذلك الجو .. ولكن .. هناك



شىء ما حدث وخبر سمعته أصابنى ببعض الإختناق .. ولكن .. سرعان ما هزم شعور سعادتى بالأمطار شعور اختناقى ..





ركبــــــت سيارة الأجرة وفتحت نافذتى حتى أملأ عينى بذلك الجمـــــــــــــــــال الإلهى .. ، ولكن .. ما هى الا لحظات



وبدأت تتساقط الأمطار بغزارة .. فأغلقت نافذتى آسفة ..



وفى تلك اللحظـــــــــات الرائعة بدأت بيوت الله تنشر ندائهــــــــا لتدخل فى قلوب المؤمنين سعادة غامرة لحلول وقت



الوقوف بين يدى الله ..



وانطلق الآذان من كل مكان فى انسجام جميل يدخل فى القلب الطمأنينة واعتبرت أنه من حسن حظى المرور كان



مزدحماً .. فمنظر النيـــــــــل فى لحظات الغروب ساحر ويبعث فى النفس شعوراً شديد الخصوصية ، وقع نظرى على



أروع منظر رأته عينى وتمنيت فى تلك اللحظة أن أكون رسامة فأمسك بفرشاتى لأكمل ذلك المشهد المرسوم فى الأفق



ولكن يد الله فوق أيدينا وعظمته تفوق جميع التصورات ..



فأكمل الخالق المبدع ذلك المنظر البديع .. فنظرت إلى أعلى لأرى تلك الحسناء صامدة فى زهو وترسم أروع اللوحات ..



وقفت السمــــــــــــاء دالة على عظمة الخالق ففى قلب تلك الجميلة ..، ارتسمت السحب فى منظر مهيـــــــــــــب لترسم



بيوتاً وطرقاً وتخفى الشمس خلفها فى دلال بين الحين والآخر .. وبعد لحظات .. ودعت الشمس الأرض والسماء بأشعة



خافتة حتى نامـــــــــــــت .



وبدا النيل حزيناً لذلك ولكن العجيب أنه لم يعترض على ذلك ولكنه استقبل القمر واصدقائه النجوم فى حلته البهية ..



وتوقفت الأمطار وأسدل الستار على تأملاتى بانسياب المرور ، ولكن تركنى ذلك المشهد بأنفاس مأخوذة من شدة



جماله .. وأخذت ألوح بيدى حتى أفيق من تلك الحالة وأخذ لسانى يردد عبارة ظننت أننى لا أعرف سواها وهى



" سبحان الله . . سبحان الله "



ولكنها عظمة الخالق عز وجل الذى يعجز عالمنا عن استيعابها كــــــاملة .. وتمنيت كثيراً أن أظل دوماً خلف نافذتى



ولا أبرح ذلك المكان لأرى ذلك الجمال غداً وكل يوم .. و أن أمكث سنين وسنين .. فكلما يشعر الإنسان بذلك الشعور ..



و أخيراً .. وليس لعظمة الله آخر أتمنى من الله أن يديم علينا نعمة الإحســـــــــاس بالجمال التى يفتقدها الكثير اليوم ...

__________________