عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2006, 11:20 PM   #1 (permalink)

koky

عضو ملهوش حل !
 




 
koky على طريق التميز

افتراضي



إذا كان العظماء في عالم كرة القدم عشرة فالفريدو دي ستيفانو، بلا شك، هو من بينهم، فهذا اللاعب الذي يقول عن نفسه: "كرة القدم هي فن، وقد مكنني هذا الفن من القيام بأمور غير عادية لشدة ما كنت مولعا بها"، يراه الكثيرون انه لامس الكمال في اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأنه من أعظم عظماء نجومها، واللاعب الاستثنائي سواء في الدفاع أو الهجوم، لكونه يعرف كل شيء عن أسرارها، وحظي بشهرة ما زالت أصداؤها تتردد حتى اليوم.



ومن الناحية العملية كانت لدي ستيفانو مسيرتان: إحداها في أميركا الجنوبية مع بلده الأم الأرجنتين، والأخرى في القارة الأوروبية مع فريق ريال مدريد الاسباني.



وتمكن دي ستيفانو في أميركا وأوروبا من تحقيق البطولات، وكسب الملايين التي عرف كيف يوظفها في أماكنها الصحيحة.



النجم المليونير

ولعل دي ستيفانو من النجوم القلائل الذين لم ينشأوا ضمن حزام الفقر، فمنذ ولادته في الرابع من تموز 1926 كان يعتبر "نصف مليونير"، فقد كان والده من كبار مالكي الأراضي الزراعية، وكان يربي الخيول الأصيلة، ويتاجر بالمواشي، ومنذ أبصر النور وضع له والده في حسابه في المصرف نحو ربع مليون دولار أميركي.



ووالد دي ستيفانو إيطالي الأصل هاجر إلى الأرجنتين عام 1888، وعمل في امتلاك الأراضي الزراعية الشاسعة في إقليم البامبا الشهير، ولكنه كان يعيش في العاصمة بوينوس آيرس، ولشدة تعلقه بكرة القدم، بدأ اللعب مع فريق ريفر بلايت من دون أن يتلقى أجرا، وقد أورث تلك الموهبة ابنه "الفريديتو" الصغير، الذي بدأ مزاولة الكرة وهو في الثالثة عشرة من عمره في المدرسة. وانتقل دي ستيفانو بعد ذلك إلى نادي المقاطعة "لوس كارداليس" واستحوذ على الإعجاب هناك.



وفي السادسة عشرة نقله مدرب فريق ريفر بلايت وألحقه بالفريق الرابع، واخذ دي ستيفانو يسجل الأهداف فلفت الرئيس ليبرتي، فطلب ترقيته إلى الفريق الأول، حيث اسند إليه المدرب سيزاريني مهمة مركز الجناح الأيمن في فريقه المحترف، وذلك ضد فريق سان لورنزو، فقدم عروضا أهلته أن يكون كلاعب أساسي محترف، وهو على عتبة الثامنة عشرة.



هداف في الـ18

وفي المباريات التالية تحمل عبء اللعب كمهاجم متأخر، فكان يحرك خط الهجوم، ويسجل الأهداف، وتمكن خلال موسمه الأول من إحراز 72 هدفا، فأوصل ريفر بلايت إلى بطولة الدوري الأرجنتين، وأطلق عليه لقب "سايتا روبيا"، أي السهم الأشقر، كما أسموه أيضا "المايسترو".



وبعدما صار محترفا، أخذ والده يساعده في وضع الخطط لتزداد شهرته اتساعا وقال له ذات يوم: "بعد التوقف عن لعب الكرة، سأتخلى لك ولشقيقك عن أعمالي لتديراها"، وكان جواب الفريدو ايجابيا. وهو الذي لا يعرف ما يخبئه له المستقبل.



وحصل إضراب عام في الأرجنتين عام 1949، فتأثرت القاعدة الاقتصادية، وكذلك الأندية المحترفة، فأفلس عدد منها، وأعلنت عدم قدرتها على دفع المال للاعبين. فهاجر عدد من اللاعبين إلى كولومبيا، حيث الرجال المولعون بالكرة من أصحاب الملايين، وترك ريفر بلايت اثنان من اللاعبين هما نستور ودي ستيفانو اللذان توجها إلى كولومبيا. ولم يسع دي ستيفانو وراء المال، ومع ذلك طالب بالحصول على مكافأة كبيرة، ليكون ذلك اعترافا بمستواه وقيمته، وهذا ما جعل العرض الذي قدم له في بوغوتا مغريا. فصار يحصل على ضعف ما كان يتقاضاه في بوينوس آيرس، وبلغ دخله الشهري ستة آلاف بيزوس فضلا عن نحو 25 ألف دولار حصل عليها مقابل التوقيع على كشوف النادي.



من الأرجنتين إلى كولومبيا

وفي موسمه الأول مع فريق مييوناريوس، سطع نجم دي ستيفانو بقوة، وكان اللاعب "السوبر ستار" الذي لا يجارى. كان يتمتع بالسرعة والقوة والذكاء بتمرير الكرات الأمامية لزملائه لتسجيل الأهداف، وكان يملك أيضا نظرة ثاقبة في الملعب، ثم كان، أخيرا، لاعب القرن العشرين.



واستفاد ميييوناريوس كثيرا من وجود دي ستيفانو في صفوفه، فقد أمن له الفوز بالبطولة الكولومبية ثلاث مرات على التوالي. وفي ذلك يقول: "كنا نفوز في جميع المباريات تقريبا، كنا نترك من دون خطة لتبديل التكتيك، لشدة ثقتنا بالوصول إلى النصر".



وبلغ عطاء دي ستيفانو الذروة عام 1953، إذ وصل إلى السابعة والعشرين، وصار يملك الخبرة العالية إضافة إلى الموهبة والفن، واعتبر من أبرز لاعبي أميركا اللاتينية، وانتقلت شهرته إلى أوروبا، وتنافس فريقا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان للحصول عليه، وعرض كل منهما مبلغا يوازي ربع مليون دولار مقابل لانتقاله. .



أول لقب لريال بعد 21 سنة

وبوساطة شخصية من الجنرال فرنكو، استطاع ريال مدريد أن يقنع دي ستيفانو فانضم إليه وتقاضى في موسمه الأول نحو تسعين ألف دولار، وكانت المباراة الأولى لدي ستيفانو مع فريقه الجديد ضد منافسه العنيد والعتيد برشلونة، وانتهت المباراة بفوز ريال مدريد (5 ـــ 0)، وكان نصيب دي ستيفانو منها أربعة أهداف، وهذا ما دفع سانتياغو برنابيو رئيس ريال مدريد إلى القول عقب المباراة: "هذه أفضل صفقة كروية حققتها في حياتي".



وأصبح دي ستيفانو مصدر الحركة ولولب الفريق، والمخطط للهجمات، وصار يطلق عليه الجمهور الإسباني لقب "دون دي ستيفانو". وبعد إحدى وعشرين سنة عادت الألقاب إلى ريال مدريد، وحقق البطولة الإسبانية للمرة الثالثة في تاريخه في الموسم 53 ـــ 54، (حقق البطولة قبلها في الموسمين 32 ـــ 33)، ومنذ ذلك الموسم أخذت أسهم ريال مدريد في الصعود، ليصبح رائد الفرق الأوروبية.



وبفضل ألعابه الساحرة، وصل ريال مدريد إلى كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخه موسم 1955 ـــ 1956، بفوزه في المباراة النهائية على منافسه الفرنسي ريمس، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وكان دي ستيفانو "رجل" تلك المباراة.



دي ستيفانو اسباني

وحاز دي ستيفانو في العام 1957 على الجنسية الإسبانية، ولعب مع المنتخب الإسباني وسجل له الانتصارات، كما سجل الانتصارات لفريقه في الدوري والكأس وكأس أوروبا للنوادي الأبطال، وطبقت شهرة دي ستيفانو الآفاق، وبات اسمه على كل شفة ولسان، وتضاعفت أرباحه حتى ناهزت الـ4 ملايين دولار سنويا، فوظف أمواله في الفنادق وشركات النقل وشركات تربية الأبقار والدجاج وفتح صالونا للتجميل أدارته زوجته "سارا" التي أنجب منها أربعة أولاد، الفريدو الابن وثلاث بنات هن نورما وسيلفانا وايلينا.



اختطاف ولعب شطرنج

وقام ريال مدريد عام 1963 بجولة إلى أميركا الجنوبية، وفي الثامن من آب كان دي ستيفانو يتقاسم غرفته هو وصديقه سانتا ماريا في أحد فنادق كاراكاس في فنزويلا عندما قرع الباب أربعة رجال من الشرطة وهم يشهرون مسدساتهم وطلبوا منه مرافقتهم.



واقتاده المسلحون بزيهّم العسكري في سيارة، واتجهوا به نحو جهة مجهولة، فإذا هم أفراد عصابة مجهولة. فأصيب زملاؤه وأفراد عائلته بالهلع، وأمضى دي ستيفانو ثلاثة أيام مع خاطفيه داخل بيت يلعب معهم الورق والشطرنج، ويعاملونه أحسن معامل، وكان هؤلاء، وهم من الثوار، يطالعون الصحف وتعليقاتها بسرور، فقد حققوا هدفهم بخطفه إذ لفتوا أنظار العالم إليهم، وسلطوا الأضواء على الظروف السياسية في فنزويلا، وهم لم يتركوا دي ستيفانو إلا بعد أن وقع على بطاقة كل منهم، فأنزلوه قرب مقر السفارة الإسبانية في كاراكاس وودعوه وداع الصديق والمحب.



وشغلت عملية الخطف الإسبانيين كثيرا، كانوا قلقين على مصير نجمهم الكبير، ويخشون أن يلحق به أذى، وعندما ظهر عمت الفرحة إسبانيا.



سجل حافل

وبعد نحو عام رفضت إدارة النادي تجديد عقده في ريال مدريد لسنتين، بدعوى انه أصبح بطيئا في الركض وراء الكرة، فانتقل إلى إسبانيول برشلونة، وهناك لم تسر الأمور كما يشتهي، وهو الذي لا يحتاج إلى مزيد من الثروة، ففضل الاعتزال وإنهاء مسيرته مع الكرة. بعد مسيرة حافلة بالانتصارات والانجازات الرائعة، إذ فاز بلقب البطولة ثماني مرات، وبكأس أوروبا خمس مرات متوالية وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وسجل لريال مدريد 466 هدفا، واشترك مع المنتخب الإسباني في 28 مباراة دولية، علما انه سبق له ولعب سبع مباريات دولية لمنتخب الأرجنتين سجل خلالها سبعة أهداف, كما أنه أوصل ريفر بلايت الأرجنتيني في سبع مرات إلى لقب الدوري، واختير في العامين 1957 و1959 "أفضل لاعب كرة قدم" في أوروبا، وحصل دي ستيفانو على لقب الهداف في الدوري الأرجنتيني عام 1947, واللقب نفسه في الدوري الكولومبي مرتين (1951,1952), ثم أحرز لقب هداف الدوري الإسباني خمسة مرات (1954,1956,1957,1958,1959).



إخفاق ثم إنجازات

ولم يتمكن دي ستيفانو من الابتعاد عن الكرة، فتحول إلى التدريب، فأخفق في أول تجربة له في إلشه الإسباني، فعاد إلى وطنه الأصلي الأرجنتين حانقا، وأراد أن يبرهن هناك انه مدرب بكل ناجح فتولى تدريب بوكا جونيورز في بوينوس آيرس، وأبعد النجوم القدامى الذين "ينامون" على شهرتهم، واستعاض عنهم بلاعبين شبان متلهفين للنجاح، ففاز الفريق ببطولة الأرجنتين. وشعر بسرور تام وقال في ذلك: "هذه أجمل لحظة في حياتي" ولم يلبث "دون الفريدو" أن عاد إلى إسبانيا وتسلم تدريب فالنسيا وقاده إلى لقب كأس الكؤوس الأوروبية، وبطولة إسبانيا عام 1971، ثم انتقل بعد ذلك لتدريب سبورتينغ وكاستييون ثم درب ريال مدريد عام 1981 وأوصله إلى بطولات أوروبية، وأصاب شهرة في ميدان التدريب، ثم فضل أن يخلد للراحة فعمل مستشارا للأندية وعلم الجميع انه مهما تعاظمت ثروته فلن يتمكن من ترك الكرة حتى يغلق عينيه للمرة الأخيرة.



لعب لمنتخبين ولم يشارك في المونديال

ويعتبر دي ستيفانو من القلائل الذين مثلوا دولتين ويتحدث عن تجربته مع المنتخب الأرجنتيني فيقول: منتخب الأرجنتين كان رائعا في ذلك الوقت، كنت بديلا لبونتينو عندما توجهنا للمشاركة في بطولة أميركا الجنوبية.



كانت المشكلة أن ذلك المنتخب الأرجنتيني لعب مجموعة قليلة من المباريات الدولية لأسباب سياسية أو غيرها، اليوم يلعبون مباريات دولية كثيرة وفي ذلك الوقت كان يمكنهم أن يفعلوا الأمر ذاته، لم تشارك الأرجنتين في نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 1950 ولا في البطولة التي تلتها، المال كان وراء المشكلة، لم يكن للأرجنتين منتخب وطني واحد في تلك الأيام وإنما كان لديها ثلاثة منتخبات وطنية.



ومن سخريات القدر أنه ورغم انضمامه إلى منتخبين وطنيين، فإنه لم يشارك في أية مباراة خلال بطولات كاس العالم، وهو يقول عن شعوره حيال ذلك: كنت في نهائيات كأس العالم عام 1942 في شيلي، لقد سافرت إلى هناك مع اللاعبين، كانوا ۲۲ لاعبا لم أتمكن من اللعب بسبب آلام في ظهري لكنني تدربت مع زملائي، ولو لم أسجل هدفا في مرمى ويلز لما تأهلت إسبانيا للنهائيات.



وحرص دي ستيفانو على أن يضع مجسما لكرة قدم من الرخام على مدخل فيلته، محاطة بإكليل من الغار وقد كتب تحتها عبارة "غراسياس اميغا"، أي: "شكرا أيتها الصديقة".



في الخامس من كانون الأول العام 2000، أعلن دي ستيفانو رئيسا فخريا لنادي ريال مدريد مدى الحياة، عرفانا بالجميل من الإدارة والجماهير التي عشقته دوما.




koky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس