لقد استوقفني هذا المقال وقمت بالتسجل لارد عليه
هذا مقال قد كتبته منذ ايام يحمل نفس التسائل ولك من منظور الفتى عله يكون مكمل لهذا الموضوع
فتاة الظلام
كنت أسير ذات مرة في طريقي فسمعت صوتً شدي ندي صوت خلط بين العقل والأدب ، اقتربت منه وكلما اقتربت منه اجتذبني بعذوبته وحسن طرحه اقتربت منه حدثته ازدادت به إعجاباً فتمنيت أن يكون لي وحدي اُقربه مني افتح له صدري وأطلعه على ألامي وجراحي عله طبيب ماهر أو عطار شاطر اقتربت منه أكثر فإذا أنا في ظلام دامس ، وبراد قارص ، وعطر شذي أتنفسه فمددت يدي في الظلام أتلمس الأشياء من حولي .
فسمعت صوتاً تغيرت نبرته وقست عباراته عد أيها الفتى من حيث أتيت فقد تماديت واعتديت .
فأقسمت لها أني صادق في ما نويت أمددي لي يدك أساعدك فقالت كلكم هكذا من تظن نفسك يا فتى .
فا قسمت لها على صدق نيتي وصفاء سريرتي فقالت اصنع لي المستحيل وأقسم بالتوراة والإنجيل .
فقلت حسناً حسناً سأفعل ما تطلبين علك تقبلين ولا ترفضين .
فقالت هذا امتحان من ألف امتحان فلست سهلته المنال .
حدثتُ نفسي أهي حقيقة أم خيال و أقع أم محال . أليس لي كرامة تحترمها ومشاعر صادقة تقدرها ، إن خوفها يحبسها في عزلتها ويجعلها تجرح من يقترب منها ولو كان يريد أن يُساعدُها .
أدركت أن لا فائدة من الاقتراب فانا في نظرها معتدي يهتك أستار الحجاب ، نصاب ، كذاب .
لم تنظر لقلبي بل لجسداً تلبسه الملائكة و ترتديه الذئاب . فكل البشر بجسد واحد ولكن بقلوب شتي .
لم تصغ لأيماني التي اقسمتها و مواثيقي التي اديتُها . لم تعلم بأني صادق الكلمات مهذب العبارات واضح كالشمس ،
تراجعت للوراء . وأخذت مزودتي وسرت في طريقي وأنا أسئل من هي من تكون كيف اقترب منها فتبعدني أصَدُقَهَا فتُكَذِبَنِي ، أقول هذا أنا فتقول لا يهمُني ، أقول هذا قلبي تقول لا أراه . غريبة تلك الفتاة . من تكون تلك الفتاة .
فضحك شيخ طاعناً في السن يجلس على قارعة الطريق فقال لن يكشف لك أسرارها ويعطيك أخبارها إلا بناتِ جِنسها فابحث عن من ترشدك وتصدقك فهن يرينك ظلمة كما تراهن ظلام .
لكن اقسم لي أيها الفتى أن لا تقول لهن إلا الصدق وأن لا تبحث إلا عن الحق فكم من كاذباً عليهن باسم الغرام ، و الحب ، و الهيام .
فأقسمت له أن لا أقول لهن إلا الصدق وأن لا ابحث إلا عن الحق فمطلبي إن هي ابعدتني معرفة عالمها واكتشاف كوكبها وتعريفها بعالمي حتى تنجلي الظلمة ، ويحل محلها النور ، وتحل المحبة والصدق محل الجرح والكذب .
فلكيلينا كرامته ، واحترام إنسانيته ، وصدق مشاعره .
فطلب المعرفة أزليٌ أزل التاريخ نفسه . وفضول المخترعين قادنا للحقيقة .
فهل تراكِ تتكلمين و بأسرارك تنطقين و بكِ تُعرفين الآخرين .
هذا ما سطرت في دفتر المذكرات علّي اقرأه على أحفادي والحفيدات في السنين القادمات .
بقلم : عادل