11-05-2006, 09:40 PM
|
#1 (permalink)
|
|
تعاني كرة القدم الأرجنتينية هذه الأيام من موجة عنف مثيرة للقلق, حيث وقعت العديد من الاشتباكات خلال الأشهر القليلة الماضية وأصبحت المباريات تلغى أسبوعيا بشكل دوري سواء قبل أو بعد انطلاقها.
وكان اعتقل الأحد ما لا يقل عن 16 شخصا بعد وقوع اشتباكات بين مشجعي فريق نيويلز أولد بويز والشرطة أثناء وبعد مباراة قمة (دربي) مدينة روساريو ثالث أكبر المدن الأرجنتينية والتي انتهت بفوز فريق روزاريو سنترال 4-1.
وقبل ذلك ألغيت مباراة راسينغ مع بوكا جونيورز لدواع أمنية بعدما قرر أحد القضاة أن مثيري الشغب المعروفين (بارابرافاز) لا يمكن منعهم من دخول الإستاد. <H2 align=justify>لائحة تطول </H2>
وبعرض تلخيص موجز لأحداث العنف الأخيرة بالأرجنتين يتضح أن القائمة الحقيقية لهذه الأحداث أطول من ذلك بكثير.
ففي 16 أيلول/سبتمبر الماضي ألغيت مباراة بين فريقي كولون وفيليز سارسفيلد بعد 42 دقيقة من بدايتها بعدما أصيب مساعد الحكم بشيء ألقي عليه من مدرجات الجماهير.
وفي الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي اندلعت أعمال عنف عن طريق مثيري شغب معروفين من مشجعي ناديي نيويلز أولد بويز وبيلغرانو داخل الإستاد وخارجه.
وفي 14 تشرين أول/أكتوبر ألغيت مباراة دوري الدرجة الثانية بين أوليمبو وفيرو بعد وقوع أحداث شغب في المدرجات.
ووفقا لتقديرات صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية اليومية فإن أعمال العنف أو التخريب في كرة القدم المحلية تقع كل 2,65 يوما, أما أكثر مثيري الشغب شراسة فهم تابعون لأندية بوكا جونيورز وريفر بلات ونيوز أولد بويز وروساريو سنترال.
وبعكس إنكلترا فقد فشلت الأرجنتين الحائزة على لقب بطولة كأس العالم مرتين في وضع حد لأعمال العنف. <H2 align=justify>تواطؤ المسؤولين </H2>
وقال عالم الاجتماع الأرجنتيني بابلو الابارسيز في مقال كتبه بصحيفة "كلارين" اليومية إن ظاهرة العنف في الكرة الأرجنتينية ترجع ليس إلى عدم القدرة على التصرف بقدر ما ترجع إلى عدم رغبة السلطات المسؤولة, بما في ذلك اتحاد الكرة المحلي, ويرى الكاتب أنه لم ولن يحدث شيء لعلاج هذه الظاهرة, بل أسهب في كلامه متهما رجال الشرطة بأنهم خبراء في إثارة أعمال العنف وليس منعها.
كما خرج المشاركون في برنامج حوار تلفزيوني بالنتيجة التشاؤمية نفسها, حيث اتهموا النظام القضائي وأندية كرة القدم نفسها بالاشتراك مع مثيري الشغب في جرائمهم, وادعوا كذلك أن عمل القضاة الذين يريدون كبح أعمال العنف يواجه عقبات كثيرة.
كما أثيرت تساؤلات حول تصرفات رجال الشرطة أثناء مقاومتهم لأعمال العنف داخل وخارج الإستادات.
وهذا ما أكده العديد من الجماهير أيضا الذين ادعوا أن الشرطة تستخدم قوات التفريق ضد المتفرجين العاديين بينما يفلت مثيرو الشغب الحقيقيون عادة دون أدنى عقاب.
كما أثبت ذلك العديد من الحالات التي حدثت مع المشجعين, مثل رافاييل دي زيو قائد مجموعة مثيري الشغب بجمهور نادي بوكا جونيورز الشهير ولا دوسي وفيرناندو بلانكو البالغ17 عاما, مشجع نادي ديفينسوريس.
فقد اعتاد دي زيو على الهروب من المشاكل مع القانون بفضل مستشاره القانوني الجيد.
أما بلانكو فقد اعتقلته الشرطة في تموز/يوليو الماضي بعد مباراة في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني, وتعرض للضرب المبرح ومات لاحقا في المستشفى, وحاولت السلطات في البداية إخفاء هذه الواقعة قبل أن يظهر فيما بعد أن هذا الشاب لم يشارك من الأساس في أعمال الشغب.
وادعى الابارسيز وجود علاقات مريبة ذات طابع تجاري ضمن مظاهر أخرى تجمع بين مثيري الشغب وقطاعات معينة من الشرطة الأرجنتينية برغم أنه لا أحد يريد أن يعترف بهذا الأمر بشكل رسمي.
ويتردد أن السياسيين أصحاب النفوذ الكبير يدفعون مقابل الحصول على "خدمات أمنية " إما عن طريق تقديم الأموال أو توفير الحماية كما يحدث في صفقات بيع المخدرات. <H2 align=justify>حرب ودفع أموال</H2>
ويرى بعض المعلقين أن كرة القدم الأرجنتينية باتت تقريبا في حالة حرب, وتمادى أحد المعلقين لدرجة عقد مقارنة تهكمية بين الكرة الأرجنتينية وأراء المفكر العسكري كارل فون كلوزفيتز, الذي ولد في برج في بروسيا والذي عرف الحرب على أنها امتداد للسياسة بوسائل أخرى.
وأكد الخبراء أن تلك العلاقات الشبيهة بعلاقات المافيا مع السياسة, تميز مثيري الشغب في الأرجنتين عن نظرائهم الأوروبيين الذين عادة ما يقومون بأعمال الشغب بشكل فردي.
كما أن الولاء للأندية التي يشجعونها يكون عادة أكثر عمقا لدى مثيري الشغب الأرجنتينيين.
ويشير القاضي السابق ماريانو بيرغيس إلى أن الأندية تصبح في كثير من الأحيان رهينة لمشجعيها وبالتالي فإنها تغطي على الأعمال الإجرامية لمشجعيها من مثيري الشغب. بينما تؤكد مصادر أخرى أن بعض اللاعبين يصل بهم الأمر إلى دفع مبالغ مالية لحماية أنفسهم من مثيري الشغب. |
| |