(4)
تفكير...تفكير....وقلق شدييييييييد
دخلت غرفتي بعد ذهاب "عمر" وأهله وغيرت ثيابي وخبأت نفسي تحت الأغطية حتى لا تأتي أمي وتسألني عن رأيي.. لا أنكر أن شيئا ما تحرك في قلبي, بل إن صوته المنخفض وهو يقول: "أشوفك قريب يا سارة" قد دغدغ أحاسيسي.. أريد أن أقول إنه يعجبني وإني موافقة ولكن ما أدراني برأيه هو؟ وكذلك ما أدراني بأن مشاعري هذه ليست لحظية؟ ربما "عمر" هذا ليس جيدا كما يبدو.. إنه ليس طويلا كما كنت أرغب.. صحيح أنه أطول مني ولكن....
هل يمكنني أن أقضي باقي عمري مع "عمر"؟ هل هو المقدر لي أم لا؟
يا رب ارحمني من الصداع.. غدا أصلي صلاة استخارة مرة أخرى, وربنا يقدم ما فيه الخير.
سارة
نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت "سارة", فكرت في صوت ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم جعلني مرهقا ونمت فورا. في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة قبل الذهاب إلى عملي.. لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا أعتقد في موضوع المنام, ما يهم أني أشعر بارتياح عام للموضوع.. في العمل تذكرت أني لم أحصل على تليفون "سارة", أردت محادثتها.. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟ سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع عند رجوعي للمنزل.. أثناء فترة الراحة تذكرت أني بقراري الزواج من "سارة" أحكم على نفسي بالعيش معها للأبد.. إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب خفية لا أستطيع تحملها؟ كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها لتحديد موعد قراءة الفاتحة ولكني أحتاج أن أعرفها أكثر, ربما تكون بخيلة أو... سليطة اللسان... لا.. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة سيئة.. أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا بشدة.. يارب اهدِني..
عمر
يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ"سفن أب", فالحموضة لا تريد أن تذهب.. أفكر طوال الوقت في الموضوع.. هل أقبل؟ هل أرفض؟ ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني "عمر"؟ أم؟ قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر الجميل.. ربما يكون من الذين يضربون النساء، ولكن لا... يبدو أنه محترم، ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك.. هل يمكن أن يكون "بصباص" ولكنه خجول؟ ربما يمثل؟
"آآآآآآآه الحموضة هتقتلني.. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني عن رأيي.. خايفة أوافق وبعدين "عمر" مايردش يبقى شكلي وحش وكمان خايفه أوافق وبعدين "عمر" يطلع شخص سيئ".. إن أهلي متحمسون له وبهذا إذا ظهر أنه "شرير" سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه من البداية..
"يا ترى "عمر" وأهله هيتكلموا إمتى؟"...
سارة