عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2009, 12:14 AM   #1 (permalink)

~&^عاشق الكلمات^&~

عضو جديد
 




 
~&^عاشق الكلمات^&~ على طريق التميز

افتراضي



إلى الله أَشكو مِن عَوادِي النَّوَى سهما **أصابَ سويداءَ الفؤادِ وما أصمَى

من الهاتكاتِ القلبَ أوَّلَ وهلة **ٍ ومَا دَخَلَتْ لحماً، ولا لامستْ عظما

تَوَارَدَ والنَّاعِي، فأَوْجَسْتُ رَنَّة **ً كلاماً على سمعي ، وفي كبدي كلما

فما هتفا حتى نزا الجنبُ وانزوَى** فيا وَيْحَ جَنْبِي! كم يَسيلُ؟ وكم يَدمَى ؟

طَوَى الشرقَ نحوَ الغربِ، والماءَ للثَّرَى** إليَّ ، ولم يركبْ بساطاً ولا يمَّا

أبانَ ولم ينبسْ ، وأدَّى ولم يفهْ** وأدمى وما داوى ، وأوهى وما رمَّا

إذا طويتْ بالشهبِ والدُّهمِ شقة ٌ** طَوَى الشُّهْبَ، أَو جاب الغُدافِيَّة َ الدُّهْما

ولم أَرَ كالأَحداثِ سهماً إذا جرَتْ** ولا كالليالي رامياً يُبعِدُ المَرْمَى

ولم أَرَ حُكماً كالمقاديرِ نافذاً **ولا كلقاءِ الموتِ من بينهما حتما

إلى حيثُ آباءُ الفتى يذهبُ الفتى** سَبيلٌ يَدينُ العالَمون بها قِدْما

وما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ **ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما

ولا خلْدَ حتى تملأَ الدهرَ حِكْمة ً **على نزلاءِ الدهرِ بعدكَ أو علما

زجرتُ تصاؤيفَ الزمانِ ، فما يقعْ **ليَ اليومَ منها كان بالأمس لي وهما

وقدَّرتُ للنعمانِ يوماً وضدَّهُ **فما اغترَّتِ البوسى ، ولا غرَّتِ النَّعمى

شربتُ الأَسى مصروفة ً لو تعرضتْ** بأَنفاسِها بالفمِّ لم يستفِقْ غَمَّا

فأَتْرِعْ وناوِلْ يا زمانُ؛ فإنما** نديمكَ سقراطُ الذي ابتدعَ السمَّا

قَتلتُكَ، حتى ما أُبالِي: أَدَرْتَ لي** شهيدة ِ حربٍ لم تُقارِفْ لها إثما

مُدَلَّهة ٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفْرَة ً **وأنزهِ منْ دمعِ الحيا عبرة سحما

سقاها بَشيرِي وهْيَ تَبكِي صَبابة ً **فلم يَقْوَ مَغناها على صَوْبِهِ رَسْما

أَسَتْ جُرحَها الأَنباءُ غيرَ رَفيقة** ٍ وكم نازعٍ سهماً فكان هو السَّهما!

تغارُ على الحمَّى الفضائلُ والعلا **لما قبَّلتْ منها ، وما ضمَّتْ الحمَّى !

أكانت تمنَّاها وتهوى لقاءها **إذا هي سَمَّاها بذي الأَرض مَنْ سَمّى ؟

أَلَمَّتْ عليها، واتَّقتْ ثمراتِها** فلمَّا وقوا الأسواءَ لم ترها ذمَّا

فيا حسرتا أَلاَّ تراهم أَهِلَّة ً **إذا أَقْصَرَ البدرُ التمامُ مَضوْا قُدْما!

رياحينُ في أنف الوليِّ ، وما لها **عدوٌّ تراهم في معاطسهِ رغما

وألاَّ يطوفوا خشَّاً حولَ نعشها** ولا يُشبِعوا الركنَ استلاماً ولا لَثْما

حلَفْتُ بما أَسلَفْتِ في المهد مِنْ يَدٍ **واوليتِ جثماني من المنَّة ِ العظمى

وقبرٍ مَنُوطٍ بالجلال مُقَلَّدٍ** تليدَ الخلالِ الكثرَ ، والطارفَ الجمَّا

وبالغادياتِ الساقياتِ نزيلهُ** ولا رُمْتُ هذا الثكلَ للناس واليتما

ولم يكُ الطيرِ بالرقّ لي رضاً** فكيف رضائي أَن يَرَى البَشَرُ الظُّلما؟

ولم آلُ شُبّانَ البريّة ِ رِقَّة ً **كأن ثمارَ القلب منْ ولدي ثمَّا

وكنتُ على نهجٍ من الرأي واضحٍ **أرى الناس صنفينِ : الذئابَ أو البهما

وما الحكمُ إلا أولي البأسِ دولة **ً ولا العدلُ إلا حائطٌ يعصمُ الحكما

نزلْتُ رُبَى الدنيا، وجَنّاتِ عَدْنِها** فما وَجَدَتْ نفسي لأَنهارها طعما

أُرِيحُ أَرِيجَ المِسْكِ في عَرَصاتِها **وإن لم أُرِحْ مَرْوانَ فيها ولا لَخْما

إذا ضحكتْ زهواً إليَّ سماوها **بكيتُ النَّدى في الأرض والبأسِ والحزما

أطيفُ برسمٍ ، أو ألمُّ بدمنة ٍ** أَخال القصور الزُّهر والغُرَفَ الشُّما

فما برحَتْ من خاطري مصرُ ساعة ً **ولا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلْتِ لي هَمّا

إذا جَنَّنِي الليلُ کهْتَزَزْتُ إليكما** فجنحا إلى سعدى ، وجنحا إلى سلمى

فلما بدا للناس صُبْحٌ من المُنَى** وأَبصرَ فيه ذو البصيرة ِ والأَعمى

وقرَّتْ سيوفُ الهندِ، وارتكز القَنا** وأَقْلَعَتِ البَلْوَى ، وأَقْشَعَتِ الغُمَّى

وحَنَّتْ نواقيسٌ، ورَنّتْ مآذنٌ** ورَقَّتْ وجوهُ الأَرضِ تَستقبلُ السلمى

أتى الدهرُ من دونِ الهناءِ، ولم يزلْ **ولوعاً ببنيانِ الرجاءِ إذا تمّا!

إذا جال في الأعيادِ حلَّ نظامها **أَو العُرسِ أَبْلى في معالمه هَدْما

لئن فاتَ ما أمَّلته من مواكبٍ** فَدُونَكِ هذا الحشدَ والموكبَ الضَّخما!

رثيْتُ به ذَات التُّقى ونظمتُه** لعنصره الأَزكى وجوهرِهِ الأَسمى

نمتكِ مَناجيبُ العُلا ونمَيْتِها **فلم تلحقي بنتاً ولم تسبقي أُمّا

وكنتِ إذا هذي السماءُ تخايلتْ** تواضعتِ، لكنْ بعد ما فُتِّها نجما

أتيتُ به لم ينظم الشِّعر مثله** وجِئْتِ لأَخلاق الكرامِ به نَظما

ولو نهضَتْ عنه السماءُ، ومَخَّضَتْ **به الأرضُ كان المزنَ والتبرَ والكرما!




~&^عاشق الكلمات^&~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس