الليلة.. ليست ككل ليلة.. ففي السابعة والنصف وباستاد القاهرة وفي حضور 80 ألف متفرج وبدعوات 84 مليون مصري.. أبطال منتخبنا الوطني علي موعد مع المجد والتاريخ عندما يواجهون منتخب الجزائر في موقعة الحسم علي تذكرة التأهل لكأس العالم ..2010 ذلك الحلم الكبير الذي يعيشه الشعب المصري كله ويتمني تحقيقه علي أيدي أبطال منتخبنا الوطني بقيادة المعلم حسن شحاتة هذا الحلم الذي يحتاج إلي مجهودات مضاعفة وتركيز كامل من اللاعبين.
المطلوب الليلة الفوز بفارق ثلاثة اهداف لحسم التأهل المباشر للمونديال 3/صفر أو 4/1 أو 5/2 والنتيجة الأخيرة حققناها في تصفيات مونديال 2002 والفوز بفارق هدفين يذهب بنا إلي مباراة فاصلة الأربعاء القادم بالسودان الشقيق.
المنتخب الجزائري يكفيه التعادل أو حتي الهزيمة بفارق هدف ليضمن التأهل المباشر أو الهزيمة بفارق هدفين ليضمن مبارة فاصلة وهو بلا شك لا يحبذ ذلك لأنه يدرك ان السودان هي الملعب الثاني للمنتخب المصري وكما يقولون في المثل "أنا وأخويا علي ابن عمي" والسودانيون هم اخواننا واشقاؤنا والجزائريون هم أولاد عمنا.
عائدون إلي جنوب أفريقيا
وان شاء الله يحسمها ابطال منتخبنا الليلة دون اللجوء للمباراة الفاصلة لأن منتخبنا الذي ذاق حلاوة ومتعة اللعب مع الكبار في مونديال القارات في يونيو بجنوب افريقيا.. مصمم علي العودة مرة أخري إلي جنوب القارة ليواصل اللعب مع الكبار في كأس العالم الصيف القادم ذلك الحلم الذي لم يتحقق منذ عشرين عاما عندما قاد الكابتن محمود الجوهري كتيبة المصريين إلي مونديال ايطاليا 1990 في انجاز تاريخي.
90 دقيقة تاريخية
انها أصعب وأخطر وأهم 90 دقيقة في تاريخ منتخبنا الوطني لأنها تحدد مصير هذا الجيل الذهبي في تاريخ الكرة المصرية الذي يسعي إلي تأكيد جدارته واحقيته بالتأهل للمونديال وهم يرددون مع جمهورنا الوفي والعظيم.
الليلة ليلتنا.. والحلم حلمنا والتأهل ان شاء الله سيكون لنا ويارب كمل فرحتنا.. تلك الفرحة التي عشناها بعد كأس الأمم 2006 بمصر وكأس الأمم بغانا 2008 وان شاء الله نعيشها من جديد بعد الفوز علي الجزائر الليلة والتأهل للمونديال.
المصريون كلهم ال 84 مليونا من الأطفال والرجال والنساء يرفعون اكفهم بالدعاء إلي الله لنجوم منتخبنا في كل بقعة من أرض الوطن الحبيب و80 ألفا في استاد القاهرة سيحولون الملعب إلي زلزال رهيب تحت أقدام لاعبي الجزائر.
انها بإذن الله ستكون ليلة المجد والتاريخ الذي سيسطره نجوم منتخبنا الذين طالما قهروا أقوي المنتخبات الافريقية بنجومها العالميين.. الكاميرون بقيادة ايتو وكوت دي فوار بقيادة دروجبا وكان الفوز عليهم بالأربعة في أمم افريقيا 2008 وحصلنا علي الكأس عن جدارة.. ثم عاد هؤلاء النجوم بقيادة أبوتريكة وزيدان واحمد حسن ومحمد شوقي والحضري واحرجوا منتخب البرازيل في بطولة القارات وسجلوا في مرماه ثلاثة اهداف وضاع منهم التعادل علي الأقل في الوقت بدل الضائع وقهروا ايطاليا بطل كأس العالم بهدف تاريخي لمحمد حمص.. هؤلاء الأبطال قادرون علي قهر المنتخب الجزائري والثأر من الهزيمة في لقاء الذهاب 1/3 والتي جاءت في ظروف غامضة وغريبة.. تلك الهزيمة التي اعادت الروح والحياة للمنتخب الجزائري الذي كان يغط في نوم عميق طوال السنوات الماضية.. تلك الهزيمة التي نالت كثيرا من فرحتنا لدرجة ان الكثيرين فقدوا الأمل بعد ان ضاعت منا خمس نقاط كاملة في أول مباراتين بل رشحت الجزائريين واحتفلوا بالوصول للمونديال بعد فوزهم علي زامبيا في زامبيا 2/صفر وقالوا ان الفراعنة راحت عليهم.. وامتلأت الصحف الجزائرية بتصريحات السخرية ولكن ابطال منتخبنا بقيادة المعلم حسن شحاتة استطاعوا أن يقلبوا الأمور رأسا علي عقب ويستعيدوا زمام المبادرة بالحصول علي 9 نقاط كاملة في ثلاث مباريات متتالية علي رواندا ذهابا 3/صفر بالقاهرة وايابا 1/صفر في كيجالي وعلي زامبيا في تشيلا لومبوس 1/صفر فارتبك الجزائريون وفقدوا أعصابهم.
علم واحد ولون واحد
يدخل منتخبنا مباراة الليلة في ظروف استثنائية وتاريخية لم يكن لها مثيل من قبل حتي في مباراة الجزائر الشهيرة في 17 نوفمبر 1989 والتي فزنا فيها بهدف حسام حسن التاريخي وتأهلنا لمونديال ايطاليا 1990 فقد اختلفت الألوان والاعلام ولم يبق إلا علم واحد هو علم مصر الذي رفعه المصريون في كل مكان في شرفات المنازل وفي واجهات المحلات وفي السيارات.
وأحيط المنتخب برعاية فائقة ودعم غير محدود وغير مسبوق بداية من الرئيس مبارك إلي أصغر مواطن وكانت زيارة الرئيس للفريق باستاد القاهرة أمس الأول وحضوره المران كاملا وحواره الأبوي مع اللاعبين والجهاز الفني ترجمة عملية لهذه المساندة الرائعة والتي كان بدأها جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي قبل أيام وهي بلا شك تعطي الفريق دفعة معنوية هائلة في هذا اللقاء الحاسم.
خطة المعلم..والسيناريوهات المنتظرة
وأعد المعلم حسن شحاتة ومعاونوه شوقي غريب وحمادة صدقي واحمد سليمان عدتهم للمباراة من خلال خطة محكمة وسيناريوهات مختلفة لمواجهة كل ظروف واحداث المباراة ووصل بال 25 لاعبا إلي أفضل مستوي فني وبدني وان أي 11 بطلا من بينهم يستطيعون مواجهة ثعالب الجزائر واصطيادهم ورفع المعلم حسن شحاتة شعارا أساسيا وهو الهدف الأول وطالب اللاعبين بالتركيز علي تسجيل هذا الهدف لأنه هو الذي سيسهل مهمة الفريق ويؤدي إلي تسجيل الاهداف التي تمكن الفريق من تحقيق حلم التأهل المباشر لكأس العالم أو علي الأقل الذهاب إلي السودان لأداء المباراة الفاصلة الأربعاء القادم.
هناك بدائل وسيناريوهات لمواجهة كل خطط المنتخب الجزائري إذا لجأ للدفاع الضاغط أو دفاع المنطقة والهجمات المرتدة السريعة والخاطفة وكذلك الضربات الثابتة.
التشكيل المصري
أما عن تشكيل منتخبنا فلا خلاف علي عصام الحضري في حراسة المرمي وهاني سعيد في مركز الليبرو وعبدالظاهر السقا واحمد سعيد أوكا في المساكين واحمد المحمدي "محمد بركات" وسيد معوض في الطرفين واحمد فتحي ومحمد شوقي في الارتكاز وقد يفاجئنا المعلم باشراك حسني عبدربه ولكن المرجح جلوسه علي دكة الاحتياط ولكن المشكلة التي تواجه المعلم وفرة نجوم الخط الأمامي وهناك أكثر من بديل فقد يبدأ بأحمد حسن ومحمد أبوتريكة وعماد متعب وقد يبدأ بمحمد زيدان واحمد حسن وعمرو زكي ويدخر متعب وأبوتريكة كورقتين رابحتين.
الفيلم الهندي
علي الجانب الآخر فإن المنتخب الجزائري الشهير بثعالب الصحراء يعيش حالة من التوتر منذ قدومه إلي القاهرة واخترع تمثيلية تحطيم اتوبيس اللاعبين علي أمل افساد المباراة وممارسة ضغوط جديدة علي منتخبنا ومسئولينا لتحقيق هدفهم بالتأهل حتي ولو بالخبث والطرق غير المشروعة.
وبعيدا عن تلك القصة المكشوفة فإن المنتخب الجزائري الذي أراد أن يضعنا تحت ضغوط كبيرة فإن هذه الضغوط ستنقلب عليهم فلم يكن يحلم الجزائريون قبل انطلاق التصفيات النهائية بالوصول إلي هذا المستوي من المنافسة والتفوق علي منتخبنا بثلاث نقاط وفارق هدفين وكانوا قبل مباراتهم مع راوندا ومباراتنا مع زامبيا يحتفلون بالتأهل المبكر للمونديال علي أمل انهم سيكتسحون رواندا وينهزم منتخبنا من زامبيا أو حتي يتعادل.. ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وفزنا علي زامبيا 1/صفر وفازوا هم علي رواندا 3/1 بالعافية مما اصابهم بالرعب لأنهم كانوا يمنون النفس بالحضور إلي القاهرة وفي جيوبهم بطاقة التأهل للمونديال.
التشكيل الجزائري
ومن الموقع ان يلعب المنتخب الجزائري بتشكيل مكون من لوناس جواوي في حراسة المرمي ومجيد بوجرة وعنتر يحيي ورفيق حليش ونذير بلحاج في الدفاع وكريم مطمور ويزيد منصوري وخالد لموشية وكريم زياني لخط الوسط ورفيق صايفي وعبدالقادر غزل أو رفيق جبور.
نجوم المنتخب تجاهلوا تمثيلية الجزائريين
تمكن الجهاز الفني لمنتخبنا من عزل اللاعبين تماماً عن الأحداث التي وقعت ليلة أمس الأول.. ولم يهتم اللاعبون بمعرفة ما دار وكان تركيزهم فقط في المباراة. بينما كان شوقي غريب المدرب العام يستطلع الأمور من خلال الاتصال بالكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.
منتخبنا يلعب بالأحمر.. والجزائر بالأخضر
تقرر أن يرتدي منتخبنا الوطني زيه الأحمر في مباراة الليلة بينما يرتدي المنتخب الجزائري الزي الأخضر. جاء ذلك في الاجتماع التنسيقي للمباراة الذي عقد أمس باستاد القاهرة برئاسة د.كمال شداد مراقب المباراة والذي تقرر خلاله ضرورة وصول الفريقين إلي الاستاد في السادسة مساء أي قبل المباراة بساعة ونصف الساعة. ورفض مسئولو بعثة الجزائر التصوير لاستخراج بطاقات الاعتماد للمباراة.. كما طلبوا جلوس جميع لاعبيهم المستعبدين من قائمة المباراة في أرض الملعب وتقرر جلوس ادارييهم في المدرج الخاص بالصحفيين.