02-09-2011, 03:11 PM
|
#23 (permalink)
|
| باب التفخيم والترقيق
o التفخيم لغة التسمين واصطلاحاً هو سمنة أو غلظة تدخل على الحرف فيمتلئ الفم بصداه.
o والترقيق لغة التنحيف. واصطلاحاً هو رقة تدخل على الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
اعلم أخي القارئ علمني الله وإياك من فيض علمه الواسع أن الحروف الهجائية تنقسم إلى ثلاثة أقسام من ناحية التفخيم والترقيق. أولا - قسم يفخم دائماً. ثانياً: قسم يرقق دائماً. ثالثاً: قسم يفخم تارة ويرقق تارة أخرى. وسوف نتكلم عن كل قسم منهم على حدة.
أولاً : القسم المفخم دائماً:
والحروف التي تفخم دائماً هي حروف الاستعلاء السبعة "خص ضغط قظ" (خ-ص-ض-غ-ط-ق-ظ).
وتنقسم هذه الحروف السبعة إلى قسمين من حيث قوة تفخيمها:
أولاً: حروف الإطباق الأربعة (ص, ض, ط, ظ):
فهي أقوى حروف الاستعلاء, ولكن هذه الحروف الأربعة تتفاوت فيما بينها من حيث القوة, فهي على الترتيب الآتي (ط, ض, ص, ظ).
ثانيًا: حروف الاستعلاء الباقية (ق, غ, خ):
وهذه الحروف الثلاثة الباقية تأتي في مرتبة ثانية بعد حروف الإطباق, وهذه الحروف أيضًا تتفاوت فيما بينها من حيث القوة, فهي على الترتيب الآتي (ق, غ, خ).
ويجمع الحروف السبعة من حيث مراتبها في قوتها, هذا البيت:
طب ضيفنا صدرًا ظلال قوان
غوث خفي – سبع الاستعلاء
واعلم أخي القارئ أن التفخيم له درجات من حيث الأعلى فالأدنى ومراتب التفخيم خمس مراتب:
(1) المفتوح وبعده ألف مثال الصَّالحين
(2) المفتوح وليس بعده ألف مثال صَبر
(3) المضموم مثال والصُّلح
(4) الساكن مثال فأصْلح
(5) المكسور مثال صيام
الدليل : وحرف الاستعلاء فَخِّم
ثانياً: القسم الذي يرقق دائماً :
والحروف التي ترقق دائماً هي حروف الاستفال وحروف الاستفال هي ما عدا حروف الاستعلاء. بمعنى باقي الحروف الهجائية بعد حروف الاستعلاء السبعة. مثال: الفاسقين-النار-الجنة...إلخ.
ولكن يستثنى من هذه الحروف ثلاثة حروف وهي:
اللام في لفظ الجلالة ، الألف المدية ، الراء.
فهذه الحروف الثلاثة تسمى بحروف بينَ بين أي مرة يفخموا ومرة أخرى يرققوا.
ثالثاً: الحروف التي تفخم تارة وترقق تارة أخرى.
وهم كما علمت أخي القارئ اللام في لفظ الجلالة. والألف المدية والراء.
أولاً : اللام في لفظ الجلالة: تفخم اللام في لفظ الجلالة إذا جاء قبلها بفتح أو بضم مثال: إنّ الله، لعنهُ الله، عبدُ الله، وكان الله.
والتفخيم أخي القارئ للتعظيم.
والدليل من الجذرية:
وفخم اللام من اسم الله 00 عن فتح أو ضم كعبد الله
- وترقق اللام في لفظ الجلالة إذا جاء قبلها كسر.
مثال: قلِ الله، بسمِ الله، لِله.
والترقيق أخي القارئ للتيسير والتسهيل.
ثانياً : الألف المدية، والألف المدية كما علمت أخي القارئ أنها تخرج من الجوف وتكون دائماً مسبوقة بفتح.
وتفخم الألف المدية إذا جاءت بعد حرفٍ مفخم أي تتبع ما قبلها.
مثل: خالدين، صابرين، قال.
- وترقق الألف المدية إذا جاءت بعد حرف مرقق.
مثال : النهار، شاهدين، عالمين، كان
ثالثاً : الـراء :
والراء أخي القارئ تنقسم إلى قسمين: راء متحركة، وراء ساكنة.
أولاً : الراء المتحركة:
وهذه الراء تنظر إلى حركتها.
فإن كانت:
1. مكسورة فهي مرققة. مثل: رجال، صابرين،
2. مفتوحة أو مضمومة فهي مفخمة. مثال: رزقنا، مسرورا، برازقين، رحمة.
ثانياً : الراء الساكنة:
وهذه الراء ينظر إلى ما قبلها:
فإن كان ما قبلها مفتوح أو مضموم فهي مفخمة مثال: يرجعون، يُرزقون، وكذلك أيضاً إذا كانت الراء في آخر الكلمة وموقوفاً عليها إذا كان قبلها فتح أو ضم تفخم مثل القمر، النذر.
وترقق الراء الساكنة إذا جاء قبلها كسر أصلي في كلمتها. ولم يأت بعدها حرف من حروف الاستعلاء، وهذه هي شروط ترقيق الراء الساكنة مثل: فرعون، مريه. فحكم الراء الترقيق.
أما إذا فقدت الراء الساكنة شرطًا من هذان الشرطان فهي مفخمة. مثال: قرطاس، مرصاد. ففي هذه الكلمات جاء قبل الراء حرف مكسور كسر أصلي (والكسر الأصلي هو الذي يكون من بنية الكلمة) ولكنها جاء بعدها حرف من حروف الاستعلاء ففقدت شرط من شروط ترقيقها فهي مفخمة.
مثال آخر: أم ارتبتم. أم ارتابت. وفي هذه الكلمات جاء قبل الراء كسر عارض (والكسر العارض هو الذي لا يكون من أصل الكلمة ففقدت الراء شرط من شروط ترقيقها فهي مفخمة.
وتفخم الراء أيضًا إذا وقعت بعد همزة الوصل أيًا كانت حركتها, مثل: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ , ارْكُضْ , ارْتَابُوا , ارْجِعِي .
ملحوظة : ووقع الخلاف أخي القارئ من القراء في تفخيم الراء الساكنة وترقيقها في كلمة "فِرْق" في الشعراء.
فجاز فيها التفخيم والترقيق. وإليك أخي القارئ علة التفخيم و الترقيق.
أولاً : التفخيم، من ذهب من القراء على تفخيمها فقد نظر إلى حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة وعلى هذا فهي مفخمة.
ثانياً : الترقيق ومن ذهب من القراء على ترقيقها فقد نظر إلى أن حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة مكسور والمكسور في آخر درجات التفخيم وأن المكسور لا يُعتد به. وعلى هذا فهي مرققة.
وهناك أيضًا أخي القارئ كلمتان جاز فيهما التفخيم والترقيق, وهما:
1. كلمة "مصر": فيجوز فيهما التفخيم والترقيق, ولكن التفخيم أولى؛ نظرًا لحركتها في الوصل, فهي مفتوحة, والفتح فيها للبناء.
2. كلمة "القطر": فيجوز فيها التفخيم والترقيق, ولكن الترقيق أولى؛ نظرًا لحركتها في الوصل, فهي مكسورة.
وإليك الدليل على هاتين الكلمتين:
واختير أن يوقف مثل الوصل
في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وإليك الدليل من الجزرية:
ورقِّق الـراء إذا ما كُسِرت
كذا بعد الكسر حيث سُكِّنت
إذ لم تكن من قبل حرف استعلا
أو كانت الكسرة ليست أصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد
وأخف تكريراً إذا ما تشدد |
| |