| الحلقة الثالثة
* * * * *
اتجه المحقق الى العربة الرابعة حيث وقعت حادثة الوفاة , فأعاد النظر الى مستر رينالدو , ثم مد يداه على الطعام و لكنه توقف فجأة و التفت الى مساعدته الآنسة كليرا : " هل في حوزتك قفاز بلاستيكي ؟؟ " ظلت تفكر لوهلة : " نعم أظن ذلك , لحظة فقط انه في الحقائب " , فغادرت بسرعة .. فقال المخبر ريناتو : " يبدو ان اكل مسممّ " فصرخ المحقق دون ان ينظر إليه : " اكره كلمة يبدو , لقد أخبرتك اننا يجب القطع بالأمر بطبيب جنائي " فجاءت الآنسة كليرا وفي يدها القفاز الذي طلبه منها منذ قليل , فتناوله منها و شرع في فحص الجثة , حيث فحص فمه و البلعوم و يديه ثم انتقل الى الطعام فأخذ يشتم رائحة الدجاجة و صحن الشوربة , ثم اخذ كأس الماء و جعله مقربة من انفه ثم اعاده مكانه على الفور , ثم التفت الى المخبر ريناتو و قال : " أريد منك أن تغطي الجثة الآن بقطعة من القماش , و لا تدع احد يقترب من العربة الرابعة إلا إذا كان مصرح له , و أريد ان تنقل هؤلاء الركاب الى العربة الثانية .. " فقال : " حسنا سيدي " أثارت إعجابه كلمة سيدي , فبادلها بابتسامة خفيفة ثم قال له : " و اريد منك رسم تفصيلي لعربات القطار " فأومأ برأسه و قال : " حسنا " ثم التفت الى مساعد مستر رينالدو و قال : " من فضلك أريد ان أسألك بضعة الأسئلة .. " فأجابه بثقة : " حسنا سيدي " فتحرك قليلا ثم وقف فجأة و التفت الى المخبر و قال : " و أريد أيضا مقابلة المضيف الذي قدم له الطعام " مال رأسه بأدب و قال : " حسنا سيدي " , و غادر على الفور ثم التفت مجددا الى الشاب و قال : " تفضل أجلس ! " عندما شعر بان هذا الشاب تكيف على الوضع بدأ في طرح أسئلته قائلا : " انا اقدر شعورك و لكن أريد منك الإجابة على أسئلتي و بوضوح " - " حسنا " - " أولا اسمك ... ؟ " - " انا ستيوارت ديفيس " تعجب المحقق من الاسم فقال مسرعا : " أأنت أمريكي ؟ " - " بلى و لكني أعيش في ايطاليا منذ ثلاث أعوام " - " حسنا , اخبرني بالتفصيل ماذا حدث ؟ " عدل ستيورات موضعه و قال : " بعدما فرغنا من الطعام جاءني اتصال من سيدة لا اعرفها , حاولت ان تعرفني بنفسها و لكني لم أتذكرها فتركت مقعدي لأني لم اسمع صوتها جيدا , و لكني أغلقت الخطلأني ليس لدي وقت لها فذهبت الى دورة المياة و عندما عدت وجدته ملقى هكذا " - " هل استطعت ان تميز هذا الصوت ؟؟ " - " لا , كان صوت إمراة " - " هل كان الصوت نقيا ام به ضجيج ؟ " - " الصوت كان نقيا جدا " - " حسنا , منذ متى و أنت تعمل مع السيد رينالدو ؟ " حك ستيوارت انفه و قال : " منذ سنة فقط " سكت ثم قال : " نعم منذ سنة تقريبا " فقال المحقق دانيال " حسنا كيف كانت معرفتك بالضحية ؟؟ " لاحظ المحقق دانيال و كأنه يتعامل مع حاسوب معطل , لا يعمل و لا يرد جوابا , فقال له : " لماذا لا تجب ؟؟ " فأجابه بتلقائية : " سيدي , هل انا محض الشبه ؟؟ " اصطنع المحقق ابتسامة تعجب و قال : " لماذا ؟ , لم يوجه لك أحد أي تهمة , أنا احقق معك لأنك كنت على مقربة من الضحية , ليس إلا " ثم أضاف بلهجة حازمة : " هيا اجب , كيف كانت معرفتك بالضحية ؟ " - " مستر رينالدو قد أذاع خبر في الصحف انه يريد مساعدا له في الأعمال مكتبية و أعمال أخرى , لذلك تقدمت لهذا العمل و كانت النتيجة في صالحي " - " حسنا , في فلورنسا , عندما كنا في مقهى المحطة " سكت عندما تغيرت معالم ستيوارت فقال المحقق مسرعا : " حدثني سيدك عن أناس يريدون قتله , هل تعرف شيئا عن هذا الأمر ؟؟ " ظل ستيورات يفكر قليلا و كأنه يتذكر و لكن قال : " لا , كيف " ثم أضاف بتعثلم لعدم فهمه : " كـ .. كـيف , انــ .. ا لا افهم ؟؟ " فصرخ المحقق و قال : " عبارتي واضحة " ثم أضاف بعد قليلا بهدوء : " هل وصل لسيدك أي رسائل تهديد او سمعته يتحدث مع أشخاص عبر الهاتف يريدون قتله او يريدون ان يلحقوا به الأذى ؟؟ " فأجاب ببراءة : " صدقني يا سيادة المحقق , لقد فاجئنني اليوم بهذا الخبر , انا لم اكن اعلم نهائيا ان هناك من يحاول النيل من مستر رينالدو " عندما أحس المحقق منه باليأس قال : " حسنا " ثم أضاف بسرعة : " ماذا تعرف عن ماضي هذا الرجل ؟؟ " - " لا اعرف شيء عن ماضيه , و لكن ما انا متأكد منه انه ليس إيطالي و لا يمت بأي صلة للايطالين , دائما أقول له أخبرني عن موطنك الأصلي فيصّر انه إيطالي و ولد في بادوفا " فأخرج من جيبه قلم و ورقة و أخذ يدون العبارات ذات أهمية فقال له المحقق : " حسنا , أنت برأيك ما هي جنسيته ؟ " شغله التفكير في هذا السؤال حتى قال : " ربما كندي " فقال المحقق بسخرية : " كندي ! " ثم قال مساعده الشاب مبتسما : " او إنجليزي " انتقل المحقق بسؤاله كي ينهي تلك النقطة : " لقد اخبرني سيدك انه ارتكب خطأ ما منذ سبع سنوات , هل لك دراية بما حدث ؟؟ " - " منذ سبع سنوات , أنها مدة بعيدة " ثم أضاف مسرعا : " هو دائما يقول ان لكل فعل رد فعل , و ان المذنب يجب ان يعاقب , و كل من يخطئ يدفع تمن خطأه قبل ان يموت " فقال المحقق : " حسنا , الى أين كانت وجهتكم ؟؟ " فأجاب بسرعة : " إلى روما " - " و السبب ؟؟ " أصدر ستيورات كحة ثم قال : " هناك مصنع في ميلان قد عـُرض للبيع بأقل من نصف ثمنه , لذلك مستر رينالدو لم يتوانا عن شراءه لأنه بالتأكيد له فائدة كبيرة , و لكن صاحبه حاليا في روما , ذلك نحن الآن وجهتنا نحو روما كي نوقع عقد الشراء و ندفع له المال المطلوب الذي في حوزتنا الآن " فقال المحقق : " هل العقد الابتدائي معك ؟؟ " رمقه نظرة و قال مسرعا : " بالتأكيد انه في حوزة مستر رينالدو في حقيبته السوداء " - " ما اسم هذا المصنع ؟؟ " ظل يفكر قليلا ثم قال : " اعتقد دراكشي بيزي , كيزي , نعم نعم دراكشي لوكيزي للغزل و النسيج " دون تلك العبارة ثم قال له : " عندما كنا في مقهى المحطة , و كان السيد بيروزي يتحدث معنا , جئت أنت و همست بإذنه حتى نهض و لحق بك , بالرغم كان باقي على موعد تحرك القطار تقريبا عشرون دقيقة ... فماذا قلت له ؟؟ " فأجابه ستيورات بدون تردد : " كانت هناك مكالمة عاجلة من مدير مصنع دراكشي لوكيزيلذلك قمت باستعداء مستر بيروزي للحديث معه " فجأة اقترب منهم المخبر ريناتو هو يقول : " سيدي , تفضل هذا مخطط للقطار بعد مغادرة الركاب في فلورنسا " يتبع , . . . . . .
|