عقده ينتهي آخر يونيو المقبل

[{the rock}]

قلت منذ أسابيع قليلة إن نصيحتي المخلصة للمسئولين في نادي الزمالك أن يسارعوا بالتجديد للفرنسي هنري ميشيل كمدير فني للفريق الأول لكرة القدم ومنحه كافة الصلاحيات وتوفير كل الضمانات حتي ينجح في عمله‏..‏ لم يكن قولي هذا من فراغ وإنما من واقع تاريخ طويل لهذا الرجل يمتد إلي قرابة ربع قرن من الزمان‏..‏



تاريخ حافل بالإنجازات بدأها مع منتخبات بلده فرنسا‏(‏ منتخب أوليمبي ومنتخب أول‏)‏ حيث كان مديرا فنيا للأوليمبي ثم أصبح مدربا لمنتخب فرنسا الأول مع مديره الفني المخضرم ميشيل هيدالجو الذي قاد فرنسا إلي المركز الثالث في مونديال‏1986‏ بالمكسيك‏,‏ مرورا بنجاحه أيضا مع منتخب المغرب وقيادته إلي مونديال‏1998,‏ ومع فريق الرجاء البيضاوي الذي حقق معه الفوز بكأس المغرب وكأس الاتحاد الافريقي‏,‏ وإنتهاء بنجاحه الأكبر والأخير مع منتخب كوت ديفوار الذي تولي تدريبه عام‏2004‏ واستمر معه حتي تأهل به إلي مونديال ألمانيا‏2006‏ وأيضا وصوله معه إلي نهائي كأس الأمم الافريقية الأخيرة في القاهرة وإن كان منتخبنا الوطني قد حرمه من الفوز بهذه الكأس بعد أن تغلب علي منتخب كوت ديفوار في نهائي البطولة‏.‏



ولكنني في الوقت نفسه ـ حتي أكون أمينا ـ لا أنكر أن هنري ميشيل له سقطات أيضا ولكنها قليلة ولا تقارن بحجم انجازاته حيث فشل مع منتخب الكاميرون في مونديال‏94‏ ومع منتخب تونس عندما دربه عام‏2001‏ وخرج من الدور الأول لكأس الأمم الافريقية‏2002‏ بمالي‏.‏



ما أريد أن أقوله أن مدربا يحمل كل هذه الخبرة الطويلة لا ينبغي التفريط فيه بسهولة لأنه ليس مدعي تدريب ولديه فكر يستطيع تطبيقه وأسلوب عمل يحتاج لبعض الوقت لفرضه‏..‏ ولا يمكن القياس علي مباراتي الهلال السوداني للحكم عليه بالفشل‏,‏ لأن العلاقة بين هنري ميشيل ومحمود سعد في هاتين المباراتين تحديدا كانت قد شهدت توترا واختلافا في الرؤية والفكر وطريقة اللعب بصورة جعلت اللاعبين منقسمين إلي فريقين وكانت النتيجة التشتت والخروج علي التركيز‏,‏ فضلا عن افتقاد اللاعبين أنفسهم للروح القتالية العالية وظهورهم بمظهر الهواة المبتدئين‏.‏



وحسنا فعل ممدوح عباس رئيس النادي عندما أبعد محمود سعد ـ مع كامل أحترامي وتقديري لحبه وإخلاصه للزمالك ـ ومنح هنري ميشيل الصلاحيات المطلقة حتي لا تكون له حجة علي الأقل وحتي يعمل في هدوء وبدون مضايقة من أحد وخاصة أن بعض المصادر أكدت لي أنه كان لا يعجبه أسلوب محمود سعد وكثرة نرفزته وانفعاله‏.‏



ولن أفرط في التفاؤل وأقول أن هنري ميشيل يحمل عصا موسي وأنه سيقلب حال الفريق بمقدار‏180‏ درجة في يوم وليلة أو في مباراتين أو ثلاث‏,‏ بل أنني أتعجب وأبدي دهشتي من أولئك الذين يريدون ظهور نتائج فورية علي فريق الزمالك‏,‏ فالمسألة ليست بهذه السهولة وخاصة أن هناك بعض المراكز في الفريق تعاني نقصا حادا أو أن من يشغلونها ليسوا علي مستوي اللعب في ناد يفترض أنه يبحث عن البطولات والإنجازات‏



ويكفي أن ميشيل نفسه طلب تسريح ما لا يقل عن سبعة لاعبين من الفريق والبحث عن عناصر أخري جديدة لكي يبني فريقا قادرا علي تحقيق البطولات تماما مثلما فعل البرتغالي مانويل جوزيه في الأهلي ولم تقف إدارة الأهلي في طريقه وإنما منحته كل الصلاحيات لتطبيق فكره وأسلوبه في العمل فكانت البشائر كلها خير وتوالت البطولات بالجملة‏.‏



وعلي مسئولي نادي الزمالك أن يتفهموا جيدا أن فرض نظام سليم هو الخطوة الأولي لنجاح فريق الكرة بالنادي حتي لو خرج الفريق هذا الموسم صفر اليدين‏..‏ فالمهم أن تتاح الفرصة للمدرب أن يجهز فريقا جديدا من المقاتلين بشرط اراحتهم نفسيا وماديا فوقتها يمكن لمدرسة الفن والهندسة أن تفتح أبوابها من جديد بعد أن أغلقتها بالضبة والمفتاح منذ زمن ليس بقريب‏..‏ ويا مسئولي الزمالك أنظروا مرة واحدة إلي بعيد فربما لا تندمون لأن التجديد لهنري ميشيل ضرورة فنية لن تؤتي ثمارها إلا اعتبارا من الموسم المقبل‏.‏



ويبقي ان نعرف ان الشروذ التي وضعها هنري مشيل للاستمرار في قيادة فريق الزمالك بعد انتهاء عقده في نهاية يونيو المقبل هي الفوز بالبطولة العربية التي وصل الزمالك الي دورها قبل النهائي‏,‏ واستمرار بقاء المجلس المعين برئاسة ممدوح عباس‏.‏ ميشيل حدد ايضا نهاية ابريل موعد اخير لاعلان موقفه فيما يتعلق بالاستمرار في العمل مع الزمالك أو الرحيل‏.‏