|
القسم الدينى هنا تجد كل شىء عن الاسلام من خطب ولقاءات دينية |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-01-2008, 07:43 AM | #1 (permalink) | |
| مــــا هوالعـــــــــــلاج ..... ؟ إن في القرآن والسنة الوقاية والعلاج لحالاتالحزن والاكتئاب، وخاصة ما كان منها لأسباب خارجية، وهذا من رحمة الله سبحانهوتعالى بعباده ؛ إذ أنه – سبحانه – جعل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين، وما عليهمسوى العودة إليه وإلى سنة المصطفى ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين . أولاً : العقيـــــــــــــدة : إن للعقيدة أثراً كبيراً في الوقايةوعلاج الاكتئاب, والعقيدة نسمع عنها كثيرًا، ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون مدلولهذه الكلمة، وما مقتضاها، وما نتائجها ... والعقيدة لها أثر كبير علىمشاعر الإنسان وسلوكه . وسنستعرض بعض جوانبها، وأثر هذه الجوانب في الوقايةمن الاكتئاب وعلاجه : (أ) في القضاء والقدر عقيدتنا -نحن المسلمين -في القضاء والقدر تمنعنا من الحزن الشديد ؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عنابن عباس – رضي الله عنهما – جاء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك). فعندما يعلم الإنسان أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة، فإنه لا يحزن، وكيفيحزن وهو يعلم بأن هؤلاء البشر الذين حوله لا يستطيعون أن يضروه ولا أن ينفعوه إلابقدر الله ؟ فلم القلق إذاً ؟ ولمَ الحزن الشديد؟ (ب) الإيمان باليوم الآخر : إن الذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا ؛ فهي قصيرةجداً .. وعندما يفقد عزيزًا يعرف أنه سيلتقي به في الآخرة – إن شاء الله - ، والذييؤمن بالآخرة يتصور أن كل هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً بالنسبة للآخرة ،فعندما يفقد جزءاً صغيراً من هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد .ويتذكرقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناحبعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) .. [رواه الترمذي](ج) الإيمانبأسماء الله وصفاته :يعتقد بعض الناس أن الإيمان بالأسماء والصفات مسألةعقدية ذهنية مجردة ؛ كأن نؤمن بأن الله هو الملك، وأنه الحكيم القادر الباسطالمعطي … وغير ذلك، دون أن يكون لهذه الصفات والأسماء مدلولها وأثرها في حياة المسلم ؛ولذلك فهؤلاء لا يستفيدون من إيمانهم هذا الاستفادة المرجوة والحقّة . والحقأن الإيمان بها ليس مجردًا، إنما له تأثير في واقع الإنسان ؛ فالمسلم الذي يؤمنبأن الله هو الملك، يؤمن بأن له –سبحانه – الحق في المنع والعطاء، فلا يعترضعليه, والذي يؤمن بأن الله حكيم لا يقدر شيئًا إلا لحكمة – سواء أدركها الإنسان ذوالعقل القاصر أم لم يدركها –ا يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيرًا له، وقد تخفىالحكمة أو بعضها على الناس وقد يكتشفونها أو يكتشفون بعضها في وقت لاحق . (د) مفهوم المسلم للمصائب والأحزان : إنه مفهوم خاصٌ بالمسلمين، جديرٌ بأنيكتب بماء الذهب، وأمّا الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكدوضنك . أمّا المسلم فإنه يؤمن بأن المصائب قد تكون علامة على محبة اللهللعبد ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم). [رواه أحمد . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1702] كماأنه يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان، ويذكر الحديث رسول الله صلى اللهعليه وسلمأشد الناس بلاءً: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثلفالأمثل).[رواه الطبراني] . فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء،وكلما كان الابتلاء هيّناً، كان الإيمان على قدره . ويشهد لذلك حديث رسولالله صلى الله عليه وسلم:( فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان فيدينه رقة ابتلي على قدر دينه) .ويؤمن المسلم أيضاً : بأنه بمجرد حصولالمصيبة فإنه سيؤجر عليها ـ ناهيك عن موضوع الصبر عليها – فرسولنا محمد صلى اللهعليه وسلم يقول : (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولاأذى ولا غم ؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه ) . [ رواه أحمدوالشيخان] فإذا اعتقد المسلم هذا, فإنه يطمئن بإيمانه بالله، ويزدادتوكله على الله واستسلامه لقدره. فكيف إذا أضاف إلى ما سبق صبره على المصيبة ......؟! لا شك أن في الصبر على المصائب أجراً عظيماً عند الله سبحانهوتعالى ... يقول الله – عز وجل :[ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). [ سورة الزمر : 10) فالمؤمن في كل أحواله في خير . روى مسلم فيصحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجباً لأمر المؤمن, إن أمره كلهخير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابتهضراء صــبر فكان خيراً له . ( أخرجه مسلم . فمفهومنا عن الابتلاءمفهوم خاص وعظيم تكتب فيه مجلدات، ويمكنه بمفرده أن يقينا المشكلات ويقينا الحزن – بإذن الله تعالى - . ثانيًا : ( من العلاج ) : التقوى والعمل الصالح : فما من شك أن تقوى الله – عز وجل – والعمل الصالح هما بذاتهما يشكلانوقاية للإنسان من الحزن والاكتئاب والضيق... يقول الله عز وجل : (من عملصالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوايعملون) .[سورة النحل : 97] إذاً ما هي الحياة الطيبة ؟ أوليست هي السعادة والطمأنينة .... ؟ فكل الباحثين عن السعادة، وكل من تكلمعن الحياة الطيبة، لن يصلوا إليها إلا بالعمل الصالح، يقول إبراهيم بن أدهم – رحمه الله : ( والله إننا لفي نعمة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدوناعليها بالسيوف). إذاً: هي نعمة الإيمان والطمأنينة، إنها السعادة الحقيقيةالتي لم يجدها الكثيرون من الناس. ثالثًا : الدعاء والتسبيح والصلاة : والدعاء منه ما يكون وقائيًا، ومنه ما يكون علاجيًا, فالدعاء الوقائي , كقوله عليه الصلاة السلام : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجزوالكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال) .[رواه أحمد والشيخان عنأنس] والذي يؤمن بهذا الحديث وأمثاله ويعمل بها، والذي إذا أصابه همفقرأها، فإن الله سبحانه سيزيل عنه الهم والحزن ... ويقول سبحانه وتعالى لنبيهعليه الصلاة والسلام وقد ضاق صدره وحزن لكلام الكفار عليه : (ولقد نعلم أنكيضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيكاليقين ) . فتسبيح الله عز وجل من الأشياء التي تزيل الهم والحزن . رابعًا : تقدير أسوأ الاحتمالات والنظر إلى من هو أسوأ حالاً : وهذه قضية يستعملهاالأطباء النفسيون، ولكن نبينا وحبيبنا عليه السلام استخدمها قبلهم, كما في حديثخباب بن الأرت .. عندما كان الصحابة في مكة يضطهدون ويسامون العذاب الشديد على أيديالكفار ، فجاء خباب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متوسدًا بردة في ظلالكعبة، وقال له : ألا تستنصر لنا ...؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : (قد كان فيمن قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها ، ثم يؤتىبالمنشار الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه .. والله ليتمنَّ الله هذاالأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه , ولكنكم تستعجلون) .رواه البخاري فهذه طريقة في العلاج النفسي، إذاأتاك إنسان أصيب بمصيبة، فقل له : هناك أناس أصيبوا أكثر منك . فمثلاً : إذا كان قد مات ولده في حادث، فيقال له : هناك أناس ماتت العائلة كلها، أو أن فيالناس من ماتت زوجته وأولاده وفقد كل ممتلكاته . وهذا يعني أن الإنسان إذاأصيب بمصيبة فإنه ينبغي عليه أن ينظر إلى من هو أسوأ حالاً منه فيقول : الحمد الله , أنا بخير .. فالفقير ينظر إلى من هو أفقر منه فيدرك نعمة الله عليه، ويصلح هذافي أي أمر من الأمور الدنيوية . خامساً : الواقعية في النظر إلى الحياةوالشمولية، والبعد عن نظرة الكمال الخيالية : إن هناك بعضاً الناس يكتئبون , لأنهم يفكرون خطأ .. وبالطبع فإن المكتئب يفكر بشكل خاطئ، ولكن المقصود منالنظرية أن من الناس من يصبح مكتئباً بسبب الخطأ في التفكير وهذا أمر واقع أحياناً .. إذ أن لبعض الناس نظرة خيالية, فأحدهم يقول : أنا لا يمكن أن أكون سعيدًا إلاوالناس من حولي راضون عني والموظفون الذين معي ينبغي أن يكونوا راضين عني , فهذا أمر غير واقعي, إذ لا بد من وجود أناس راضين عن هذا الشخص وأناس غير راضينعنه، وهذا أمر واقعي يعيشه كل الناس، ولو أنه فكّر بواقعية وتذكر أن إرضاء الناسكلهم غاية لا تدرك، لعاش حياته مطمئنًا مرتاح البال من هذه الناحية; وذكرالشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في كتاب ( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ) حولموضوع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يكره مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقاًرضي منها آخر).. [ رواه مسلم] قال الشيخ عن هذا الحديث : (( فيه الإرشادإلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب وكل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي أنتوطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلكفقارن بين هذا وبين ما يجب عليك، أو ما ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء علىالمحبة وما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ،وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال، وتتم الراحة وتحصل لك)) . سادسًا : تقديم حسن الظن : وهي نفس قضية : أن النظرة الإيجابية ينبغي أن تقدم علىالنظرة السلبية .. فالإنسان الذي يسيء الظن بالآخرين هو الذي يتضايق .. مثالذلك : شخص مرّ على آخر يعرفه فلم يسلم عليه, فيبقى الآخر متضايقاً حزيناً متسائلاً : لماذا لم يسلم عليّ ..؟! لا بد أنه يكرهني ... أو كذا .. أو كذا ... ويبدأ يسيءالظن , مما يؤدي به إلى حزن يوم أو يومين أو حتى أكثر، ولو أنه أحسن الظن منذالبداية وقال لنفسه : (( ربما لم يرني )) أو غير ذلك من الأعذار لما أصابه الحزن . ولذا قال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنإن بعض الظن إثم ) .. [ الحجرات : 12] فهذا الاجتناب لأجل راحتنا نحن .. فنحن الذين نطمئن إذا أحسنا الظن ،مع ملاحظة أن إحسان الظن لا يعني القابليةللانخداع، كما جاء عن عمر رضي الله عنه .. يقول : ( لست بالخب ولا الخب يخدعني ) فهو ليس مكاراً ولا يخدع الناس، ولكنه أيضًا لا يخدع, إذ إنه منتبه تمامًا .. ولذلك فالأمر المرفوض : هو تقديم سوء الظن وتقديم الاستنباطات الاعتباطية . سابعًا : كيفية التصرف حيال أذى الناس : الناس قد يؤذونك وخاصةبأقوالهم السيئة، فلا بد لك أن تعلم بأن هذا الأذى يضرهم ولا يضرك، إلا إذا أشغلتنفسك بأقوالهم فعندها ستتضايق، وإن أهملتها فستكون مرتاحًا . لماذا .....؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أتدرون من المفلس ....؟ إنالمفلس من أمتي : من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا،وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا منحسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرحفي النار . [رواه مسلم ] إذاً : الذي يغتابني ويسبني ويتكلم علي هو فيالحقيقة يعطيني من حسناته ويحسن إلي ، فجزاه الله خيرًا .. ولذلك ينبغي أن أشكرهعلى هذا الأمر .. فإذا قال لك شخص كلامًا يؤذيك ، فاتركه واذهب ، فهو الذي سيتضايقويغتاظ(قل موتوا بغيظكم ). [آل عمران : 119] ثامنًا : الأمل : إن باب الأمل مفتوح وهذا يبعد الضيق والحزن عن الإنسان ؛ وليتذكر الإنسانقوله سبحانه وتعالى : (فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) . [ الشرح : 5،6 ] وهذا يعني أنه ما من عسر يأتي إلا ويأتي بعده اليسر .. ويقول سبحانه : ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا ). [ الطلاق : 7] فكلما اشتدت عليك الأمورفاعلم أن الفرج قد اقترب .. اللهم انفعنا بما علمتنا, وعلمنا ما ينفعنايا عليم, اللهم اشف صدورنا من الغل والحسد, وقنا شر أنفسنا ياعزيز يا وهاب . وصلى الله على سيدنا محمد الصادق المصدوق وعلى آله وصحبه وسلم .......... من كتاب الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنةتأليفد / عبد الله الخاطر رحمه الله تعالى | |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الدينى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |