|
القسم الدينى هنا تجد كل شىء عن الاسلام من خطب ولقاءات دينية |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-28-2008, 01:03 AM | #1 (permalink) |
| بسم الله الرحمن الرحيم من هجر اللذات نال المنى : فمن هجر اللذات نال المنى ومن أكب على اللذات عض على اليد ( فمن ) أي أي رجل مؤمن أو امرأة مؤمنة ( هجر اللذات ) أي صرمها ولم يلو إليها عنانه , ولم يشغل بها جنانه , ولا لطخ بها لسانه , ولا نافس في اكتسابها , ولم ينكب على انتهابها . بل رفضها وثنى عنها العنان , ولها شنى , ومال عنها وانحنى ( نال ) أي أصاب ( المنى ) أي مناه بمعنى تمنيته يعني ما يتمناه ويطلبه من النعيم المقيم , في دار الخلد والتكريم , ومن [ ص: 452 ] تحصيل العلوم والمعارف والأخبار والآثار , الواردة عن النبي المختار , والصحابة الأخيار , والتابعين الأطهار , والأئمة الأبرار . كل هذا إنما يحصل بهجر اللذات ورفض الشهوات . ( ومن ) أي كل إنسان ( أكب ) أي أقبل ( على اللذات ) المحرمة , وكذا المباحة المشغلة عن العلوم ينحوها , وانهمك في الشهوات الملهية عن نيل الكمالات ( عض ) بأسنانه ( على اليد ) تأسفا على ما فرط في أيامه , وتلهفا على ما تثبط في دهوره وأعوامه , فهو مأخوذ من قوله تعالى { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا } . واللذات جمع لذة وهي نقيض الألم , يقال لذه ولذ به لذاذا ولذاذة , والتذه والتذ به واستلذه وجده لذيذا , ولذا هو صار لذيذا . وروى الطبراني بإسناد مقارب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الزهد في الدنيا يريح القلب والجسد } . وروى ابن أبي الدنيا عن الضحاك مرسلا قال { أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله من أزهد الناس ؟ قال من لم ينس القبر والبلى , وترك أفضل زينة الدنيا , وآثر ما يبقى على ما يفنى , ولم يعد غدا في أيامه , وعد نفسه من الموتى } . وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى } . وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه { لما حضرته الوفاة قال : يا معشر الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حلوة الدنيا مرة الآخرة , ومرة الدنيا حلوة الآخرة } . وروى الترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه عن كعب بن مالك [ ص: 453 ] رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه } . ورواه الطبراني وأبو يعلى وإسنادهما جيد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ { ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم } ورواه البزار بنحوه عن ابن عمر مرفوعا . وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الدنيا دار من لا دار له , ولها يجمع من لا عقل له } ورواه البيهقي وزاد { ومال من لا مال له } وإسنادهما جيد . وعن زيد بن أسلم قال : استسقى عمر فجيء بماء قد شيب بعسل فقال إنه لطيب لكني أسمع الله عز وجل نعى على قوم شهواتهم فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فأخاف أن يكون حسناتنا عجلت لنا فلم يشربه ذكره رزين , قال الحافظ المنذري : ولم أره . وقال الحسن : المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها الناس منه في راحة , ونفسه منه في شغل . واعلم أن الرجل العاقل المراقب لم يقصد بالأكل والشرب التلذذ بل دفع الجوع مما يوافق بدنه ويقويه على الطاعة , فإن قصد الالتذاذ بشيء من المتناولات أحيانا لم يعب عليه ذلك , وإنما يعاب عليه الانهماك في ذلك , ولذا قال الناظم ( أكب على اللذات ) يعني أقبل عليها بكلية , وهذا ليس من شأن أهل الإيمان , بل شأنهم الإقبال على الله في جميع شؤونهم . والأكل والشرب سلم يتوصلون به إلى التقوى على العبادة والطاعة , فإذا أكلوا أو شربوا أو لبسوا أو نكحوا أو فعلوا من نحو هذه الأشياء شيئا فعلوه بهذه النية , وإذا تركوا شيئا من ذلك تركوه لله عز وجل , فيكون فعلهم وتركهم عبادة , وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي } . [ ص: 454 ] فلما كان الصيام مجرد ترك حظوظ النفس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله عز وجل أضافه سبحانه لنفسه , مع أن الأعمال كلها لله سبحانه , ولهذا قال : إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي . قال بعض السلف : طوبى لمن ترك شهوة حاضره لموعد غيب لم يره . مطلب : التقرب بترك الشهوات وهجر اللذات . فيه فوائد وفي التقرب بترك الشهوات وهجر اللذات فوائد : منها كسر النفس فإن الانهماك في اللذات من الأكل والشرب ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة , ومنها تخلي القلب للفكر والذكر , فإن تناول الشهوات والانهماك في اللذات , قد يقسي القلب ويعميه ويحول بين العبد وبين الذكر والفكر ويستدعي الغفلة , وخلو الباطن من الطعام والشراب ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته , ومنها الاشتغال بما هو أهم منها من دراسة العلم والإمعان في تفهمه وتعلمه وتعليمه , ومنها الإعراض والنزاهة عن اشتغال القلب بما هو صائر إلى النجاسة فكلما أكثر من ذلك كان حمله للنجاسة أكثر , وغاية الالتذاذ بذلك في مقدار أصبعين أو ثلاثة ثم يستوي طيبه وخبيثه . فمن راقب هذه الحالة ترك الانهماك في اللذات لا محالة منقول |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الدينى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |