أروع القصص .....و أعظمها يا شباب الجنة

[العناد]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم



قال الله تعالى :"لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ماكان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون "



أما بعد....

فإن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وبعد...

فلقد بعث الله الأنبياء إلى البشر بهديه وشرائعه، تنساب من خلال سيرتهم العطرة صورة العبادة الصحيحة ، صورة التعامل الحق بين العالمين .فاختار الله من عباده صفوتهم ومن البشر أذكاهم وأخيرهم ، واصطفاهم وهيأ كل نبى فى خلقه وخُلقه وعلمه حكمته بما يتناسب مع من بعث إليهم ،ثم هو سبحانه يفضل بعضهم على بعض ،وخص كل نيى بتعامل وتكليف وابتلى كل نبى بقومه

قال تعالى فى حديثه القدسى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك "

فأولا نبدأ بأذن الله تعالى بقصة خلق سيدنا آدم عليه السلام

قال الله تعالى:"وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون "

بداية يعلم الله الملائكة بما يريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلفُ بعضهم بعض "وهو الذى جعلكم خلائف الارض" فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته ، كما يخبر الله بالامر العظيم قبل حدوثه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض والنقص لبنى آدم والحسد لهم

وقال تعالى : "ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمإ مسنون *والجان خلقناه من قبل من نار السموم* وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون *فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين"

وقال تعالى :"إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "

فشرف الله آدم على سائر خلقه بان خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ولهذا امر الملائكة بالسجود له وميزه ايضا بتعليمه أسماء الأشياء كلها " وعلم آدم الأسماء كلها" وهذه ميزة عظيمة اختصها به الله عن الملائكة

قال الحسن البصرى : لما اراد الله خلق آدم قالت الملائكة : لايخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه فابتلوا بهذا

فقال تعالى :" وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين*قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم*قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والارض واعلم نا تبدون وما كنتم تكتمون"

فهكذا خلق الله آدم من طين وبيديه ونفخ فيه من روحه وعلمه اسماء كل شىء وامر الملائكة بالسجود له ، فسجد امتثالا لأوامر الله تعالى الا ابليس رفض واستكبر السجود

"فسجد الملائكة كلهم أجمعون *إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين* قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين* قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين "

قال الحسن البصرى :قاس إبليس ، وهو أول من قاس

قال محمد بن سيرين :أول من قاس إبليس ، وما عبدت الشمس ولا القمر إلا بالمقاييس ،رواهما ابن جرير

ومعنى هذا أن إبليس الى نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم ، فرأى نفسه أشرف من آدم فامتنع عن السجود له ، وهذا القياس فاسد فى نفسه حيث أن الطين أنفع وخير من النار ، لأن الطين فيه الرزانة والحلم والأناة والنمو ، والنار فيها الطيش والخفة والسرعة والاحراق



وان شاء الله نستكمل باقى القصة فى المرات القادمة وذلك لعدم الاطالة

والحمد لله الذى وفقنا لهذا ، وما كان من فضل من عند الله وما كان من نقص فمن نفسى ومن الشيطان

والله ولى التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين