|
القسم الترفـــيهى قسم هتموت من الضحك فية |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-01-2010, 04:33 AM | #61 (permalink) | |
| الحلقه الخامسة عشر قــالت ســارة : وأخيرا دخلتُ بيتي وكأني تركته من عشر سنين.. شعور رائع بالدفء غمرني عندما أحاطتني أركانه كم كنت غريبة خارجه .. لن أتركه ثانية ان شاء الله والتفت الى عمر وأنا أتوقع خناقة طويلة أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمة في السيارة طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفة لا حدود لها.. ونظرت له صامتة أنتظر ما سيقوله انتظرت طويلا حتى رفع رأسه لي أخيرا وقال لي جملة واحدة بحزم رهيب: أنا مش ح أسمح باللي حصل ده انه يتكرر تاني.. ولو مش عاوزة تسمعي كلامي بعد كده في أي موضوع يبقي مفيش لازمة نكمل مع بعض ثم تركني ودخل غرفته الصغيرة التي تحتوي على سريره القديم وهو شاب.. ولم يدخل غرفة نومنا ذهلت من عبارته لقاسية وارتجفت من القلق.. لم أتخيله غاضبا الى هذا الحد لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحي حتى لو كنت مخطئة اعتدت على حنانه حتى تماديت في عنادي والآن أدفع الثمن لم أجرؤ ان أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ.. ودخلت غرفة نومي وحاولت النوم قليلا ولم أستطع فالغرفة بدونه كأنها غرفة في الاسكيمو عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر في المضاجع وسيلة لتأديب الزوجة ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمني الا كلمات معدودة ولا ينظر الى عيني وهو يحادثني آه ما أقساه من عقاب وحاولت مرارا أن أفتح معه الموضوع لأشعره أني أخطأت واني كنت متوترة من الحمل واني لن أفشي أسرارنا ثانية أبدا.. بلا جدوى كان لا يسمع ويجعلني أصمت بحزم واضح.. حاولت اثناءه عن النوم في غرفة أخرى بلا فائدة.. وكان يعود يجدني متزينة ومتعطرة ولكن كأني ألبس طاقية الاخفاء ماذا أفعل ياربي ؟ ومازاد المشكلة ان ماما زعلانة مني اني رجعت منزلي دون أن أجعلها ترد لي حقي وتقتلّي عمر وأمه.. وطبعا حماتي لا تتصل أبدا وشعرت انها هي الأخرى زعلانة من عمر ومني طبعا يعني احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض ********* قــال عمــر : لابد أن تعلم سارة اني لا أقبل ان تستهين بي ولابد أن تسمع كلامي .. الظاهر اني دلعتها كتير وهي اتعودت على كده لابد من وقفة حتى تستقيم الأمور بس كده انا حاسس اني بأقسو عليها جدا.. لا والله.. لا يمكن تكون قسوة فالرسول صلي الله عليه وسلم اعتزل زوجاته في المسجد عندما أثقلوا عليه في أمور الغيرة والاختلافات الصغيرة حتى عادوا الى سابق عهدهم بس هيّ صعبانة على جدا ووحشاني جدا جدا لااااا.. اجمد ياعمر باشا وكمل دور سي السيد واستحمل النوم على السرير السفاري الجبار ذو المرتبة الفولاذية لحد ما ربنا يسهل ********* قــالت ســارة : طيب الشغل وأخدت أجازة منه.. وكلام وبأحاول أكلمه.. أعمل ايه تاني؟ الظاهر اني غلطت لما صالحته. . خلاص هو حر انا عملت اللي عليّا.. عاوز يزعل براحته بقى بس هو حبيبي برضه وبافتكر لما بأكون أنا زعلانة منه بيعمل ايه علشان يصالحني.. يبقى انا ماأتعبش نفسي شوية علشان أصالح حبيب عمري؟ امال أتعب نفسي علشان مين؟ أعمل ايه.. أعمل ايه؟ واخذت أفكر وانا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتي عمر ووقعت عيني على الطابعة وأنا ألعب .. وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعري له.. ولكني وجدت فكرة أفضل أخذت أكتب كلمة أنا آسفة بكل اللغات التي أعرفها: آسفة بالعربي وسوري بالانجليزي وباردون بالفرنساوي و أيّوووه حقك علينا يا جدع بالاسكندراني ومعلهش بالصعيدي وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسي أن أكتب عبارات جميلة مثل: والله العظيم باحبك..و: ما كنتش أعرف انك قاسي كده..و: طيب أهون عليك؟ وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحدة على باب حجرة نومه الصغيرة التي أكرهها وكتبت عليها: ممنوع الدخول والأخرى على باب غرفة نومنا معا وكتبت عليها: الاتجاه اجباري وأخذت أعلق كل هذه الأوراق في كل مكان.. أكيد حيقول عليّا مجنونة لما يشوف المهرجان ده كله.. بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللي حصل بيننا وانتظرت عمر طويلا حتى جاء.. وطبعا ذهل من دار النشر اللي أنا عاملاها في البيت ونظر اليّ وابتسم ابتسامة عريضة لم أرها من أيام طويلة.. فجريت اليه وتعلقت برقبته كالطفلة الصغيرة وهمست في أذنه: مش ح اعمل كده تاني. . أنا ماأقدرش أعيش وانت زعلان مني كده ضمني اليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيرا وهو يبتسم: انتي حتفضلي مجنونة كده على طول؟ كل ده عملتيه علشان تصالحيني ؟ قلت بدلال: يعني انت مش زعلان مني.. مش كده؟ قال: أنا مقدرش أزعل منك خلاص.. بس لسه فيه نقطة صغيرة.. موضوع الشغل ده انا مش ح أرجع في كلامي فيه.. لا يمكن أعرضك للخطر انتي وابني تاني.. انتو الاتنين أغلى حاجة عندي.. اتفقنا؟ هممت بالاعتراض ولكني لم أستطع وقلت على مضض: حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعدة البيت يا عمر.. بجد ح أموت من الملل وبعدين حنلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبي؟ قال: بصي.. أنا فكرت في حل يريحنا كلنا.. بس ادعي ربنا انه يحصل.. فيه واحد عندنا في الشركة كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجري أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركة من خلال مقارنة مواقع الشركات الثانية بشركتنا.. يعني كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجي ويبعت التقارير دي من البيت..لأنه بيؤدي المطلوب منه وخلاص لأن وجوده في الشركة غير ضروري.. هوّ الأيام دي جاي له عقد عمل في الخليج وبيفكر جديا انه يوافق عليه.. فلو ده حصل ح أحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكي تعمليه من البيت.. وح أقنعه انك ولا بيل جيتس في زمانه هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم.. بس ح تترحمي من بهدلة المواصلات.. قولتي ايه ؟ أقول له ولا انتي مش موافقة؟ رددت بفرح كبير: مش موافقة!!؟ دي وظيفة تجنن.. بس يارب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق.. بس مين ح يعلمني الحواديت دي كلها؟.. انا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ما أعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دي؟ مين اللي ح يعلمني ؟ وكان رده جاهز على طول: انا ياحبيبة قلبي | |
01-01-2010, 04:39 AM | #62 (permalink) | |
| الحلقه السادسة عشر قــالت ســارة : بدت صالة منزلنا المتواضع مثل ساحة القتال.. ولكنه قتال من نوع خاص هذه المرة بدأ بنظرات نارية من حماتي لي.. وأعقبها مصمصة للشفتين مدعمة بأسلحة دمار شامل من كلمات موجهة لي تحرق الدم. . لأن عمر صالحني ولم يستمع اليها.. وعلى الجانب الآخر من الجبهة كانت أمي تحمل الراية وتوجه مدافعها الرشاشة الى عمر هذه المرة لأنه تجرأ وأغضب القطة الوديعة مغمضة العينين اللي هي أنا وكدت أبكي في لحظات كثيرة.. وكاد عمر ينفعل في أوقات أكثر ولكننا أخذنا عهد على أنفسنا قبل أن نعزم الأسرتين على العشاء.. أننا نبتغي رضا الله من رضاهم وسنستحمل أي كلمة أو غضب من أحد الطرفين حتى نمتص شحنة الانفعال التي تسكن الصدور وتعود الأمور الى طبيعتها الأولى وكنت عندما أرى الأمور ستشتعل بين ماما وحماتي أبادر عن الحديث عن البيبي وكيف أن الحمل متعب جدا وأني أنام كثيرا جدا ولا أطيق الأكل.. ولكن للأسف كان هذا يأتي بنتيجة عكسية بالطبع مع حماتي لأني: باتدلع على ابنها.. فيغمزني عمر عندما ينقلب وجه أمه من كلامي وكأنه يقول لي: جيتي تكحليها عميتيها ********* قــال عمــر : ياااااااساتر.. أخيرا عدّت السهرة على خير .. دي ولا مفاوضات اسرائيل بس كنا يعني حنعمل ايه؟ حنسيبهم زعلانين مننا ؟ المهم انهم نزلوا هاديين وأحسن من الأول.. بعد ما فرغوا كل شحنة النكد والعتاب عليّا أنا وسارة.. بس الحمد لله انهم كده راضيين عننا علشان ربنا يرضى عننا.. وأحلى حاجة عجبتني موقف الرجال.. والدي وحمايا.. من الحدوتة.. أخذوا ركن وقعدوا يلعبوا طاولة وكل واحد ساب مراته تفرغ قنابلها علينا حتى ترتاح واضح ان القنابل دي كانت بتنزل على دماغهم هم فحبوا يرتاحوا شوية ********* قــالت ســارة : ياااااااااااه ده انا نمت كتير اوي.. السهرة امبارح امتصت كل طاقتي في الاحتمال .. همّ نزلوا من هنا ونمت فورا بدون مقدمات.. واضح ان عمر نزل الشغل من غير ما يصحيني وتخلى عن فطاره المتين !! موضوع الحمل ده جه على حساب عمر وهو كمان حنين جدا وخايف على اني أتعب نفسي في اي حاجة وانا طبعا ما صدقت سايقة الدلع على الآخر بأستغل الفرصة لآخر نقطة .. أف دي ريحتها مش حلوة شيلها بسرعة.. لا مش قادرة أطبخ النهاردة هات أكل معاك.. سوق بالراحة علشان البيبي.. مزاجي مش رايق عاوزة أخرج حالاً .. نفسي في أم الخلول دلوقتي والغريبة انه مش متضايق ومحسسني اني ح أخلف صلاح الدين الأيوبي ولاّ قطز .. وعاطفته ناحيتي أصبحت أعمق وأهدأ.. بيتكلم عني وكأني لست فرد واحد بل عائلته كلها اللهم اجمعنا سويا على حبك ولا تفرقنا أبدا ********* قــال عمــر : من ساعة ما سارة سابت الشغل والمصاريف بقت نار ولسه المدير لم يعطي رأي نهائي في موضوع وظيفة الرد على العملاء من خلال الانترنت ولسه متخوف من الفكرة .. يارب يوافق علشان يحل أزمتنا دي يارب وخلاص تعبت من فكرة الاقتراض من والدي.. أمتى بقى أقدر أعتمد على نفسي وما أحتاجش لحد تاني؟ يارب افتح لنا أبواب رزقك الحلال وأغننا من حلالك ********* قــالت ســارة : رأيت فكرة مشروع ممتاز على الانترنت.. يطلبون تصميم هندسي لمدينة ألعاب ترفيهية تعليمية للأطفال .. وصاحب أفضل تصميم سيأخذ مكافأة سخية وأيضا سيعيّن المستشار الهندسي للشركة وهي شركة مقاولات متعددة الجنسيات وراتبها أضعاف ما يتقاضاه عمر عرضت عليه الفكرة فعجبته جدا وأمضى ساعات على موقع الشركة وهو متحمس جدا لاقترابه من حلمه بالخروج من دوامة عمله الروتيني الى دائرة الابداع التي يتمناها وكان مميز جدا بها في كليته ولا تتيحها له شركته .. وكان يقضي الساعات يشرح لي أفكار المشروع وأحلامه لو أخذوه هو في هذه الوظيفة الرائعة وكيف ستتحول حياتنا الى شيء آخر وفجأة وجدته فقد حماسه وانكسر.. ولا يتحدث في الموضوع ولا يدخل الى موقع الشركة وعندما سألته عما حدث.. أجابني باحباط: خلاص يا سارة واضح ان الموضوع ده مش لينا قلـت: ليه ياحبيبـي التشاؤم ده ؟ ايه اللي حصل ده؟.. انت كنت متحمس جدا قـال: لما حسبتها لقيت انهم عاوزين تأمين لدخول المشروع حوالى 5 آلاف جنية وكمان انا ح أحتاج معدات تصميم وأدوات ومراجع بمبلغ كبير.. حنجيب ده كله منين ؟ قلـت: ياسيدي ربنا يحلها من عنده. . بس بلاش الاحباط ده كله فرد بيأس وانكسار: وبعدين ياستي يعني هم ح يسيبوا كل الناس اللي متقدمين وياخدوني انا؟ يعني أنا أزيد ايه عنهم؟ فرددت بحماس: انت تزيد عنهم انك عبقري وحساس وبتشوف الاشياء بمنظور خاص بيك وانت بنفسك ياما قلتلي ان زمايلك ومديرك نفسه قالوا ان تصميماتك عبقرية بس محتاجة تمويل كبير.. وبعدين هو اي واحد من الناس الكبار ابتدا حياته ازاي؟ ماهو أكيد كان صغير زيك كده بس عنده ثقة في موهبته فكبر بيها .. انت مش عارف قيمة نفسك يا باشمهندس ولا ايه؟ انتقل الحماس اليه شيئا فشيئا ورد وقال: ياستي ربنا يكرمك بس انا حآجي ايه جنب كل الناس اللي حتقدم دي؟ مش معقول ح ياخدوني انا قلـت: أهي هيّ دي محبطات الأعمال اللي الرسول عليه الصلاة والسلام استعاذ منها.. ياسيدي اعمل اللي عليك واجتهد والتوفيق على الله.. وبعدين نسيت سلاح ساحر اسمه الدعاء ؟ يخليك تهزم اي حد قدامك وتنتصر عليه كمان استعاد ثقته بنفسه وتلون صوته بالأمل ولمعت عيناه وهو يقول: يعني انتي شايفة كده ؟ فرددت بسعادة: طبعا انا مؤمنة بموهبتك جدا.. يالاّ توكل على الله وابدأ وابذل كل جهدك ولن يضيعك الله أبدا.. وبكرة تقول سارة كان عندها حق احتضنني بسعادة وهو يقول: ربنا يخليكي ليّا وتفضلي على طول جنبي كده ثم أبعدني عنه عندما تذكر أمرا يؤرقه: طيب والفلوس حنجيبها منين وانتي عارفة والدي خلص كل مدخراته على جوازنا؟ فرددت بثقة في الله: ما تخافش ربنا ح يحلها من عنده ********* في الصباح بعد ما ذهب عمر على عمله ذهبت في مشوار سري الى الجواهرجي وبعت كل شبكتي وذهبي قبل أن أتزوج ولم أترك الا دبلة زواجي لأن عليها اسم عمر.. يارب المبلغ ده يكفي المشروع أكيد عمر حيرفض في البداية بس ح احاول أقنعه بس يارب ما يعملهاش مشكلة وفي طريق عودتي أخذت جزء بسيط من المبلغ واشتريت به لحم ودجاج وخضار وفاكهة يعوضنا عن حياة القحط التي نعيشها منذ تركت عملي.. سأعد لعمر وليمة اليوم وعندما دخل عمر البيت وشم رائحة اللحم الشهي ظن انه أخطأ العنوان لأنه ترك البيت وليس به الا معلبات .. ثم عندما تأكد من العنوان صرخ مثل طرزان وقال : في بيتنا لحمة يارجالة.. جبتي منين الممنوعات دي يا مدام ؟ بلعت ريقي وانا اتمتم بالمعوذتين في سري وأخذته لغرفة النوم ليغير ملابسه أولا وهمست له: مش ح أقول لك الا لما تقول لي مبروك الأول رد بابتسامة كبيرة: مبروك يا ستي انتي حامل تاني ولا ايه ؟ قلـت: يا غلاستك.. لا ياسيدي.. ح أدخل مشروع كبير اوي مكسبه مضمون جدا قـال بغضب: عاوزة تشتغلي تاني ياسارة ؟ رددت بدلال: لا ياسيدي.. انت اللي حتشتغل عندي فعقد جبينه وتململ: سارة انا تعبان ومش رايق للحواديت دي.. قولي فيه ايه؟ بلعت ريقي هذه المرة بصعوبة وقلت: طيب أنا ح أقولك.. بس اهدا كده وفكر الأول قبل ما ترد.. بص ياحبيبي انا بعت كل دهبي علشان أوفرلك الفلوس اللي انت محتاجها للمشروع بتاعك صرخ بعنف وقد تطايرت كلمات الغضب منه: اييييييييييه؟ عملتي ايه ؟ ازاي تعملي كده قبل ما تستأذنيني ؟ انتي بتهرجي ؟ وضعت يدي على فمه واستحلفته ان يتركني أشرح له: هو انا عمري عملت حاجة من غير ما أستأذنك يا عمر؟ بس دي ما كنتش حتوافق أبدا عليها.. كان لازم واحد فينا يتحرك قبل ما الفرصة تضيع مننا.. وانا ياسيدي مش لازمني الذهب ده في حاجة دلوقتي.. وبكرة لما ربنا يفرجها عليك تجيب لي الماظ بداله يا سيدي رد بعصبية: برضه كان لازم تستأذنيني الأول قلـت: حقك عليّا.. أنا آسفة.. بس انا كمان عاوزة حياتنا تتغير وعاوزاك تكبر.. وياسيدي لو كنا جينا من برة مرة لقينا الشقة اتسرقت وفيها كل ذهبي كنا ح نعمل ايه يعني؟ مش ح نستعوض الله ؟ اعتبره اتسرق ولا ضاع وخلاص رد بعناد: بس انا كرامتي ما تسمحش اني آخد فلوس من واحدة ست فحككت رأسي علامة التفكير: ياااااااربي انا شفت الفيلم ده فين قبل كده؟؟ في أي سينما؟ .. ست مين ياحبيبي ؟ ده أنا مراتك والخير اللي ح يجيلك ح يجيلي أنا كمان.. وبعدين ماهي السيدة خديجة كانت بتساند الرسول عليه الصلاة والسلام بمالها.. انت يعني أحسن منه ؟ فهدأ ولان لمنطقي وقال باستسلام: لا طبعا. . بس دي تضحية كبيرة منك ياسارة وأخاف أخذلك ابتسمت وقلت: ولا تضحية ولا حاجة هو احنا لما نبني حياتنا نبقى بنضحي؟ وبعدين أنا مؤمنة بموهبتك جدا جدا جدا وعندي يقين ان ربنا ح يكرمك بس انت يالاّ أبدأ وبلاش كسل أشرق وجهه بالأمل والحب معا وهو يضمني اليه ويقول: جميلك ده طوق في رقبتي. . ربنا يقدرني ويوفقني علشان خاطرك انتي يا حبيبتي | |
02-08-2010, 09:42 AM | #67 (permalink) | |
| الحلقه السابعة عشر والأخيره* قالت ساره : لن أنسى تلك اللحظه التي أخبرني فيها عمر بعدم اختيار الشركه لتصميمه .. وقتها تماسكت ولم أنفجر في البكاء كما كنت أتمنى .. واجتهدت أن أخرج صوتي طبيعي وأنا أكمل إجابته : وما اختاروش مشروعك مش كده ؟ طيب وفيها إيه ؟ ما هو الاحتمال ده كنا متوقعينه برضه ؟ إيه المشكله ؟ فرد على عمر وكأنه كهل عجوز يحمل الدنيا فوق كتفيه : إيه المشكله ؟ إيه البساطه دي ؟ المشكله أننا خسرنا كل حاجه .. إنتي خسرتي كل ذهبك وأنا خسرت ثقتي في نفسي وشكلي أمام الكل وخسرتك معايا كل حاجه . فرددت بمرح : الكل مين يا حبيبي ؟ أنا بس اللي عارفه الموضوع ده .. وبعدين تفتكر شكلك حايتهز قدامي من محاوله خسرتها ؟.. ده إنت الدنيا وما فيها يا حبيبي وفداك دهب العلم كله . فلم يستطع النظر إلى عيني وأشاح وجهه عني كي لا أرى دموع عينيه : أرجوكي يا ساره إنتي بتزودي إحساسي بالذنب بكلامك ده .. أنا خذلتك وضيعت كل حاجه .. وربنا يقدرني وأعوضك .. أنا آسف آسف آسف . فأخذت أقرأ آيات القرآن على جبينه كي يهدأ .. وأنا أطلب من الله القوه والعون كي لا أنهار مثله ، من يقول على المرأه أنها أضعف من الرجل ؟.. إنها مطلوب منها أن تكون زوجته وحبيبته وأخته وصديقته وأمه أيضاً .. فهداني الله لفكره ممكن أن تهدئه قليلاً فقلت له : يا ريت كل الخساره تكون في الفلوس تخيل لو أنك حصل لك حاجه حانعمل إيه أنا وابنك في الدنيا ؟ ربنا يخليك لنا ألف سنه .. أنت لسه بكامل صحتك وفي عز شبابك وتستطيع فعل المعجزات تخيل لو فقدت هذه الصحه وكسبت المشروع ؟ أيهم سيسعدك أكثر ؟ فهدأ قليلاً لكلامي ولكنه رد بألم وقال لي : أنا آسف يا ساره .. ولكنك لا تعرفين إحساس الرجل عندما يشعر أنه صغير في عين من يحب .. كان نفسي أفرحك والله . فرددت بمكر وبحزن مفتعل : طيب يا عمر أنا ما كنتش عاوزه أقول لك بس خلاص بقى .. الحقيقه الدكتور قال لي أن البيبي ممكن تكون فيه تشوهات . نسي كل شيء وصرخ بلهفه : إيه بتقولي إيه ؟؟ لا اله الا الله . فضحكت لنجاح خطتي وقلت له : ضحكت عليك .. الولد كويس وزي العفريت ومطلع عيني يا سيدي .. شفت بقي إن المشروع ممكن يتعوض وفيه حاجات تانيه لا يمكن تتعوض ؟ فرد بإيمان : الحمد لله .. فعلاً الشيطان ينسينا النعم الكثيره التي ننعم بها ويذكرنا فقط بما فقدنا .. ربنا يخليكي ليا إنتي ويحيى . تساءلتُ باستغراب : مين يحيى ده يا باشا ؟ قـال : إيه رأيك في الاسم ده ؟ ده الاسم الوحيد من كل أسماء الكون اللي ربنا عز وجل اختاره بنفسه لنبيه زكريا .. لم نجعل له من قبل سميا .. وبقيه الأسماء من اختيار البشر .. وبعدين قصه سيدنا يحيى تكشف شخصيه نورانيه تعشقيها من كثره صفائها .. لدرجه أن كل المخلوفات كانت تسبح معه عندما يسبح الله .. وكمان مات شهيداً .. إيه رأيك يا حبيبتي ؟ قلت بابتسامه : خلاص موافقه يا أبو يحيي . ********************** استيقظتُ من نومي وأنا أعاني من ألام متفرقه في كل جسدي .. تقريباً لم أنم طوال الليل .. ظللت أتقلب ولم أستطع النوم الا لدقائق معدوده كما هو حالي من عده أيام وأبكي في كل حركه من ثقل جسدي حتى إني كل يوم أتمنى أن ألد في نفس اليوم لأتخلص من هذا العذاب ، سبحان الله وكأن التعب يزداد في الأيام الأخيره كي تتغلب الأم على خوفها من الولاده وتتمناها أن تحدث .. آه أكاد أموت من الرعب عندما أتخيل هذه الساعات وأقرأ دوماً سوره الزلزله وبعض آيات سور الرعد وفاطر التي تساعد على تيسير الولاده كما قالوا لي ، ولا ترحمني أي واحده من قريباتي عندما أخبرها بخوفي من الولاده بل تقص على قصص مرعبه عن أنها كادت تموت والأخرى التي تمزقت من الألم لساعات طويله .. والثالثه التي كادت تقتل الطبيب والممرضات ، إيه يا جماعه الرعب ده ؟ طيب أعمل إيه يعني أفضل حامل على طول ولا أعمل إيه ؟ إيه ده عمر بيصرخ كده ليه ؟ ساره ساره ساره .. تعالي بسرعه . هرولت إليه ولكن بسرعه السلحفاه طبعاً وأنا اهتف : مالك يا عمر خير ؟ عمـر : أنا مش مصدق نفسي يا ساره بجد مش مصدق . أنـا : إيه يا عمر فيه إيه .. أنا ولدت وأنا مش واخده بالي ؟ فأجاب وقلبه يكاد يتوقف من الفرحه : لا .. فاكره الشركه اللي صممت لها المشروع ؟ ولم يختاروه ؟ فرددت بتململ وأنا أخشى من فتح هذا الموضوع : مالها ؟ عاوزين إيه تاني ؟ عمـر : اتصلوا بي وقالوا إن فيه مقابله النهارده الساعه 6 مساء لأصحاب التصميمات المتميزه اللي ما فازتش لاختيار مهندسين للتعيين في الشركه بمرتب كبير . نسيت تعبي وإرهاقي وهتفت : بجد ؟ الحمد لله .. ودي فيها مميزات أحسن من شركتك ؟ عمـر : إنتي بتهرّجي ؟.. مافيش مقارنه طبعاً .. دي ضعف الراتب وأكثر .. وكمان بالدولار .. والأهم من كده إن نظام الترقيه فيها زي كل الشركات متعددة الجنسيات بالمجهود مش بالأقدميه زي عندنا .. يعني ممكن في خلال شهور أكون مدير تنفيذي مثلاً .. بجد مش مصدق نفسي .. ادعي لي يا وش الخير . أنـا : ربنا يكرمك ويوفقك .. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. إن شاء الله حيختاروك .. ده رزق يحيى مش وشي أنا .. يالاّ قوم صلي ركعتين قضاء حاجه لله قبل ما تروح واتكل على الله .. ربنا وكيلك ومش حايضيعك أبداً . وانصرف ليصلي ويستعد للخروج وأنا أدعو الله له .. وفجأه شعرت بضربه ألم حاده تشمل جسدي كله وتتركز في منطقه الرحم وكاد توازني أن يختل من شده الألم المفاجئ واستمر دقائق مرت عليا كساعات ثم اختفى تدريجياً وأنا لا أكاد أستطيع التنفس من شده الألم حتى بعد ذهابه ، وحاولت تناسيه بأن ذهبت لأصلي خلف عمر جماعه كي ندعو الله سوياً أن يكرمنا ويكتب لنا الخير .. وأطال عمر الدعاء بعد الركوع وأنا أؤمن على دعاؤه بكل ذره في كياني .. ثم سجدنا .. وجاء الألم العاصف مره أخرى وأنا ساجده ، يا الله جسدي يتمزق ولا أقوى حتى على رفع رأسي .. وكتمت صرخة ألم كادت تفلت مني ودعوت الله وأنا أبكي وأشعر أني ضئيله ولا أقوى على شيء أمام جند صغير من جنود الجبار ألا وهو الألم ، ولا أعرف كيف نطقت التشهد الأخير ولكن الألم بدأ في الاختفاء عند نهاية الصلاه .. واستدار عمر إلي وفزع من شحوب وجهي الرهيب والعرق المتناثر على وجهي وسألني بجزع : مالك يا حبيبتي ؟ إنتي تعبانه ؟ بتولدي ولا إيه ؟ لم أشأ أن أخبره كي لا يضيع فرصه عمره ويبقي بجواري : لا يا عمر ده السجود بس بيتعبني أوي .. بعد كده حاصلي وأنا قاعده .. يالا قوم استعد واتكل على الله . قال عمر بإصرار : أرجوكي يا ساره لو تعبانه قولي وأنا أسيب مواعيد الدنيا علشانك . حاولت الابتسام وأنا أرد عليه : يالا بلاش دلع .. لسه أسبوع كامل على ميعاد الولاده أنا كويسه خالص وحادخل أنام كمان . فصدقني وانصرف وأنا أدعو له .. وما كاد يغلق الباب وراءه حتى عاد الوحش ثانيةً و انهمرت دموعي وكدت أتخلي عن شجاعتي المؤقته وأناديه كي لا يتركني وحيده وهذا الألم يفتت كل ذره في جسدي وكتمت أنفاسي في وساده وصرخت بكل قوتي من شده الألم ، انتظرت حتى اختفى وكلمت أمي وأنا أبكي وقبل أن أشرح لها أي شيء فهمت أني ألد وأخبرتني أنها ستأتي على الفور مع أبي وطلبت مني أن أبدل ملابسي وأحضر حقيبة المولود وأستعد للذهاب إلى المستشفي أول ما يوصلوا ، وجريت قبل أن يأتي الإعصار مره أخرى وبدلت ملابسي وكنت جهزت حقيبة يحيى من قبل ولم أنس الآيس كاب واللوشن ، آه لا أستطيع حتى الابتسام .. أين أنت يا عمر كي أحتمي بك من الزلزال الذي يأتيني بلا رحمه ؟ قال عمر : أين أنتي يا ساره ؟.. ياليتك كنتي معي ، دقائق الانتظار قاتله والجميع يبدو على وجوههم علامات القلق الشديد ولكن العدد ليس كبير .. يا رب يا رب يا رب . قالت ساره : وأخيييييراً وصل ماما وبابا وأنا تكاد روحي تخرج من حلقي من شده الألم الذي يزداد عنفاً كل مره وتتقارب نوباته حتى تكاد تلتحم .. وما أن رآني أبي في هذه الحاله حتى أجهش في البكاء وضمني إليه وكأنه يهدهد طفلته الصغيره التي ستصبح أماً .. أما ماما فكانت متماسكه جداً وكأنها تحولت فجأه إلى طبيبه نساء وهي تسألني عن مده الألم وتباعد نوباته وعندما أخبرتها .. قالت لي بهدوء : لسه بدري أقعدوا وأنا أعمل لكم شاي .. أصل البكريّه بتطول شويه . فكدت أصرخ ولكن بابا سبقني وصرخ فيها هو : يالا على المستشفى بسرعه يمكن يدوها مسكن ولا يريحوها بأي شكل . فردت أمي بسخريه : مسكن ؟.. ليه ؟ حاتعمل اللوز ؟.. أصل الولاده دي ..... ولم يمهلها أبي عندما رأي نوبة الألم تجيئني بلا رحمه حتى لم أستطع الوقوف على قدمي فحملني كالطفله الصغيره وهرع خارج المنزل وأمي لا تكاد تلاحقه . قال عمر : يا رب ما هذا الإحساس ؟ الله يكون في عونك يا ساره .. أنا أشعر وكأن مستقبلي كله سيولد من هذا المكان كما ستلد هي ابننا .. آه ما أصعبه من شعور ، يا الله يا مغيث . قالت ساره : يا الله يا مغيث .. يا رب أغثني من هذا العذاب ، علمت الآن لم تمنت السيده مريم الموت قبلاً عندما جاءتها آلام الولاده وهي خير نساء العالمين .. ماذا سأفعل أنا ؟ ألا يوجد سبيل أن يخفت الألم قليلاً ؟ قلبي يكاد يتوقف . قال عمر : قلبي يكاد يتوقف من القلق عند كل سؤال يسأله لي المدير الأجنبي وأتمتم بآيات القرآن وكل الأدعيه التي أعرفها ، يا رب يا رب . قالت ساره : يا رب يا رب .. أنا خلاص مش عاوزه أولد رجعت في كلامي .. لأ حرام حاموت بجد مش قادره .. طيب حاولد إمتى ؟ ولا مجيب ، الدكتوره فحصتني وقالت باقي حوالي ساعتين ، إيه ؟ ساعتين كاملتين في هذا العذاب ؟ الدقيقه تساوي دهر كامل ، يا رب مش قادره خلاص . قال عمر : يااااه مش قادر خلاص على هذا الانتظار المدمر للأعصاب .. المدير يتفحص السيره الذاتيه الخاصه بي بدقه بعد عشرات الأسئله الدقيقه .. ثم ابتسم أخيراً وأخبرني أن أكون مستعداً للعمل معهم الأسبوع المقبل .... يا الله ، يكاد نبضي يتوقف من شدة الفرح .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وطلبت ساره لأبشرها وأشركها سعادتي ، ردت على والدتها وأخبرتني بأن ساره بتولد في المستشفى ، يعني كانت تعبانه فعلاً قبل ما أنزل وما رضيتش تقولّي علشان ما أضيعش مقابله العمل .. وتحملت كل هذا العذاب وحدها من أجلي ؟ يا رب كيف أكافيء هذا الملاك ؟ أخيراً وصلت المستشفى بعد ما كسرت عشر إشارات واتخانقت مع كل الدنيا علشان يفتحوا لي الطريق وأكاد أصرخ في وسط الشارع : مراتي بتولد يااااااااااااعالم ، ووصلت لها لأجدها تحولت إلى كتله ألم .. والعرق الغزير يغطي جبينها والمحاليل تخترق كل جسدها وأبوها يبكي ويتلو القرآن وأمها تروح وتذهب مع الطبيبه وتأتي لها بأغراضها .. فلم أتمالك نفسي عندما رأيتها وقبلت يديها أمام الجميع وبكينا سوياً .. وهمست في أذنها بأني عينت في الشركه الجديده فحمدت الله في وهن ، وجاءت الطبيبه تخبرنا أنها ستنقلها إلى غرفه العمليات فطلبت أن أكون معها ، ودخلنا وهي تصرخ من الألم العاصف وأنا أشد على يديها وأهمس في أذنها بكلمات الصبر والتشجيع وأذكرها بكل لحظاتنا الجميله التي تشاركناها .. وهي لا تكاد تعي ما أقول ولكنها تقبض على يدي بكل قوه وكأنها تخشي أن أتركها ثانيةً .. وتمر الدقائق طويله وأنا وهي نكاد نصبح كياناً واحداً صهره الألم بين يدي الرحمن نسأله أن يرزقنا قطعه منا ، ويمر الوقت ثقيلاً حتى جاءت البشرى ، صوت بكاء ابننا يشق الكون وكأنه يعلن للعالم وجوده ، أخذته الطبيبه ولفّته بعنايه ووضعته في أحضان ساره وأحضاني وأخذنا ننظـر إليه بحنان بالغ وقد زال كل ألم ساره عندما رأته ، أخذنا نتلمسه غير مصدقين أن رحمه الله وعطاءه تتجسد في هذا الكائن مغمض العينين جميل الوجه كأنه أحد الملائكه ، وحملته بحرص وتلوت كلمات الآذان والقرآن في أذنيه حتى استكان بين يدي وكأنه يعي نداء خالقه ، وأخذته ساره وسالت دموعها وهي تتلمس قطعه منها نما بجوار قلبها وقالت بصوت واهن ولكن سعيد : حلو أوي مش كده يا عمر ؟ فرد الأب بداخلي لأول مره : تبارك الله أحسن الخالقين ، أجمل كائن في الدنيا رأته عيني ، ربنا يخليكوا ليا إنتي وهو يا أم يحيى يا أغلى إنسانه ليّا في الوجود . ******************** الى اللقاء مع يوميات بابا عمر وماما ساره تقبلوا تحياتي | |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الترفـــيهى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |