|
القسم الدينى هنا تجد كل شىء عن الاسلام من خطب ولقاءات دينية |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-07-2010, 10:26 PM | #1 (permalink) |
| العلاج النفسي في القرآن الكريم نزل القران الكريم أساساً لهداية الناس ، ولدعوتهم إلى عقيدة التوحيد ، ولإرشادهم إلى السلوك السوي السليم الذي فيه صلاح الانسان وخير المجتمع ، ولتوجيههم إلى الطرق الصحيحه لتربية النفس وتنشئتها تنشئه سليمه تؤدي بها إلى بلوغ السعاده في الحياة الدنيا والآخره . قال تعالى : { فلقد كان للقرآن الكريم أثر عظيم على نفوس العرب ، فقد غير شخصياتهم وكون منهم مجتمعاً متحداً منظماً متعاوناً . وإن هذا التغيير العظيم الذي أحدثه القرآن في نفوس العرب وفي نفوس جميع المؤمنين به من مختلف شعوب العالم لم يعرف التاريخ له نظيراً بين جميع الدعوات العقائديه التي ظهرت عبر عصور التاريخ المختلفه. ومما لاشك فيه أن في القرآن طاقه روحيه هائله ذات تأثير بالغ الشأن في نفس الإنسان . فهو يهز وجدانه ، ويصقل روحه ، ويوقظ إدراكه وتفكيره . فإذا بالإنسان بعد أن يتعرض لتأثير القرآن يصبح إنساناً جديداً. إن كل من يقرأ تاريخ الإسلام ، ويرى كيف كانت تتغير شخصيات الأفراد الذين كانوا يتعلمون الإسلام في مدرسة الرسول عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يدرك مدى التأثير العظيم الذي أحدثه القرآن ودعوة الإسلام في نفوسهم. وبالرغم من الجهود الكثيره التي تبذلها المجتمعات الحديثه في ميادين التربيه والتعليم لتوجيه النشء وتعليمهم . إلا أن هذه الجهود لم تثمر ، فالجرائم والإنحرافات المنتشره لدليل واضح على فشل أساليب التربيه الحديثه وعجزها عن تكوين مواطنين صالحين . وقد بذلت جهود كثيره في ميادين العلاج النفسي ، فظهرت أساليب مختلفه للعلاج النفسي ، غير أنها جميعاً لم تحقق النجاح المرجو في القضاء على الامراض النفسيه أو الوقايه منها . وتبين الدراسات أن معدلات الشفاء نتيجة العلاج النفسي لم تصل بعد إلى درجه تبعث على الرضا. كما أنه ليس من المهم أن نقوم فقط بعلاج الأمراض النفسيه بعد حدوثها ، ولكن من الأهم أن نعمل على الوقايه منها ، أو على الأقل نحاول أن نقلل من حدوثها قدر الإمكان . وقد بدأ أخيراً بعض الباحثين في الإهتمام بموضوع الوقايه من السلوك المنحرف. غير أن هذه المحاولات لاتزال محدوده، ولازال موضوع الوقايه من السلوك المنحرف يمثل تحدياً كبيراً لعلماء النفس والإجتماع. وإن الاختلافات الكثيره الموجوده بين المدارس المختلفه للعلاج النفسي في نظرتها إلى الطبيعه الدوافع الأساسيه المحركه للسلوك، وإلى طبيعة التهديدات المثيره للقلق ، والمسببه لنشوء أعراض الأمراض النفسيه والعقليه ، يجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق عام بين هذه المدارس المختلفه حول نظرية متكامله في الشخصيه وتوافقها ، وفي العوامل المسببه لسوء التوافق ، وفي أساليب العلاج النفسي. ولكن هناك اتجاهاً جديداً بدأ يظهر بين علماء النفس والمعالجين النفسيين يدعو إلى اهتمام أكبر بتأثير العوال الاجتماعيه والثقافيه في الشخصيه. مما جعلهم يميلون إلى التأكيد على أهمية العلاقات الإنسانيه في توافق الشخصيه وفي سوء توافقها . ويبدو أن هذا الاتجاه سوف يؤدي بعلماء النفس والمعالجين النفسيين في آخر الأمر إلى تبني وجهة نظر قريبه من وجهة نظر الدين في طبيعة الانسان ، وأسباب انحرافه ، وأساليب علاجه . وقد بدأت كذلك تظهر حديثاً اتجاهات بين بعض علماء النفس تنادي بأهمية الدين في الصحه النفسيه وفي علاج الامراض النفسيه ، وترى أن في الايمان بالله قوه خارقه تمد الانسان بطاقه روحيه تعينه على تحمل المصاعب وتجنبه القلق الذي يسبب كثيراً من الضغوط والتوتر لدى الإنسان المعاصر. وجعله عرضه للإصابه بالامراض النفسيه. ومن بين من نادى بذلك من علماء النفس ، العالم والفيلسوف الامريكي وليم جيمس ، والمحلل النفسي كارل ينج. وفضلاً عن علماء النفس والمحللين النفسيين فقد أشار كثير من المفكرين الغربيين في العصر الحديث إلى أن أزمة الانسان المعاصر انما ترجع اساساً إلى افتقار الانسان إلى الدين والقيم الروحيه .فللإيمان تأثير عظيم في نفس الإنسان ، فهو يزيد من ثقته بنفسه ، ويزيد قدرته على الصبر وتحمل مشاق الحياة ، ويبث الأمن والطمأنينه في النفس ، على راحة البال ، ويغمر الإنسان بالشعور بالسعاده. الإيمان والشعور بالأمن :- تتفق جميع مدارس العلاج النفسي على أن القلق هو السبب الرئيسي في نشوء أعراض الأمراض النفسيه وعلى أن الهدف الرئيسي للعلاج النفسي هو التخلص من القلق، وبث الشعور بالأمن في نفس الإنسان ، ولكنها تتبع لتحقيق هذ الهدف أساليب علاجيه مختلفه، وهذه الاساليب لاتنجح دائماً في تحقيق الشفاء التام من الأمراض النفسيه. وتمدنا دراستنا لتاريخ الدين الاسلامي بأدله على نجاح الايمان بالله في شفاء النفس من أمراضها والوقايه من الشعور بالقلق وماقد ينشأ عنه من أمراض نفسيه. ويجدر الاشاره إلى أن العلاج يتدخل عاده بعد حصول الاصابه بالمرض النفسي ، أما الايمان بالله إذا مابث في النفس منذ الصغر ، فإنه يكسبه مناعه ووقايه من الاصابه بالامراض النفسيه. قال تعالى : { وتتحقق للمؤمن سكينه النفس وطمأنينتها لأن إيمانه بالله يمده بالأمل والرجاء في عون الله ورعايته وحمايته. إن المؤمن بالله إيماناً صادقاً لايخاف من شيء في هذه الحياه الدنيا ، فهو يعلم أنه لايمكن أن يصيبه شر إلا بإذن الله تعالى. قال تعالى : { والمؤمن الصادق يعلم أيضاً أن رزقه بيد الله وانه سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس وقدرها. فهو راض بما قدره الله له ، كثير الحمد والثناء لله على نعمه الأخرى الكثيره عليه ، فالمؤمن الصادق لايعرف الخوف حول رزقه لأن الله هو الرزاق ذو القوه المتين . والمؤمن الصادق لايخاف الموت ، فهو يعلم أنه حقيقه لا مفر منها ، وأنه ليس في هذه الدنيا إلا كعابر سبيل ، لذلك فهو يعمل في حياته الدنيا على هذا الأساس. قال تعالى : { والمؤمن الصادق لايخاف مصائب الدهر ، فهو لا يخاف ان تصيبه الأمراض أو الحوادث والكوارث ، فهو يؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن مايحل بالناس من سراء وضراء إنما هو إبتلاء من الله ليعلم من سيحمده ويصبر على مايناله من ضراء. ولذلك فهو لايجزع بل يتحمل ويحمد الله ويدعوه أن يرفع عنه الشر والبلاء. قال تعالى : { والمؤمن الصادق لايجتر أحزانه ، ولا يتحسر على مافاته ، فإذا نال خيراً لايبطر ولايتكبر ولايطغى بل يحمد الله على ما أنعم عليه من خير ، كما أنه لا يشعر بالقلق الناتج عن الاحساس اللاشعوري بالذنب. وهو مايعانيه الكثير من المرضى النفسيين . فالمؤمن تربى منذ طفولته على التربيه الاسلاميه الصحيحه ، فإذا أخطأ فإنه لايلبث أن يتذكر خطأه ويعترف به، ويستغفر الله على ماارتكب من ذنوب ويتوب إليه . إن اعتراف المؤمن بذنبه يحول دون محاولة إقصاء فكرة الذنب عن ذهنه تخلصاً مما سببه له من ألم نفسي . قال تعالى : { إن فقدان الايمان بالله يجعل الحياة خاليه من المعاني الساميه ، والقيم الانسانيه النبيله ، ويفقد الانسان الشعور برسالته الكبيره في الحياة ، فتضيع منه الرؤيه الواضحه لأهدافه الكبرى في الحياة ، مما يؤدي به إلى الهم والقلق والشقاء. |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الدينى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |