|
القسم العام تجد هنا المواضيع العامة والتي لايوجد لها اي صلة باي منتدى اخر هنا |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-21-2010, 02:22 PM | #1 (permalink) | |
| إن استخلاف الإنسان في الأرض من أهم الأصول الاعتقادية للحضارة الإسلامية. فإذا كان التوحيد الإسلامي هو إفراد الله عز وجل بالألوهية والربوبية، فإن تفرد الإنسان بخلافته لله عز وجل في الأرض هو التطبيق العملي للتوحيد الإسلامي على جميع المستويات المختلفة للعمل الإنساني: الفردية والاجتماعية والتاريخية، بل وعلى مستوى الإنسان كنوع من أنواع الخلق. فليست الخلافة لله عز وجل غاية عليا للإنسان في الحياة الدنيا فقط، وإنما هي غايته العليا المطلقة في الدنيا والآخرة معاً. لذلك، الاستخلاف هو الجانب الإنساني للتوحيد الإسلامي. ومن ثم اختلفت الحضارة الإسلامية عن سائر الحضارات المخالفة لها، وبخاصة الحضارة الغربية المعاصرة التي تقف عقيدياً وتشريعياً على النقيض من الحضارة الإسلامية، التي تعتبر بحق هي الحضارة الإنسانية الصحيحة الحقة اللائقة بالإنسان كإنسان. فالإنسان خليفة الله عز وجل في الأرض ونائبه عليها، ولا يقدح في ذلك رفض بعض المفسرين لهذا المعنى بتفسيرهم للاستخلاف على أنه خلافة الإنسان بعضه بعضاً جيلاً بعد جيل بحجة أن الخلافة لا تتحقق للخلق إلا بعد ذهاب السلف وموتهم وهذا ما لا يجوز على الخالق عز وجل. فما يمنع إذ من القول بأن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض، وأن الإنسان المؤمن خليفته فيها؟!. إن هذا القول يتوافق مع مذهب السلف من صفات أفعال الرب جل وعلا. والذي يرفضه بقصد التنزيه قد فهم خطأ أنه يتعارض مع التنزيه. وهو ليس كذلك! ولكنه بهذا الرفض يضيع على المسلمين أهم وأول أصل اعتقادي لحضارتهم كما أنه يفقد مفهوم الإنسانية أحد مقومات تكريمها وهو خلافة الإنسان لله عز وجل. وفي تفاصيل هذا الكتاب ما يثبت ذلك كله ويوضح علاقته بالحضارة الإسلامية وخصائصها وأهدافها | |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم العام |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |