|
القسم الدينى هنا تجد كل شىء عن الاسلام من خطب ولقاءات دينية |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-24-2010, 07:40 PM | #1 (permalink) | |
| أم المشاكل !!! و العقبة الكبرى !!! و الفتح المبين !!! إن الكائن البشري يتكون من خمسة مكونات : - الجسم الحي : و هو الجزء الملموس من الإنسان - الروح : وهي أمر ربي - العقل : و على سلامته يكون التكليف الشرعي و به تدرك الأشياء و تعقل و بإعماله يكون النجاح - القلب : و هو مركز المشاعر و العواطف في الإنسان و الاستسلام لهذه العواطف و السير وراءها بعيداً عن العقل تكون المهالك و النكبات - النفس :و هي مركز النزعات البشرية و الصفات سواء الإيجابية أو السلبية مثل ( الأنانية و الكبر و العجب و البخل و الكرم و الشجاعة و ......) و هي أم المشاكل و أم النزاعات إذا لم يتم تهذيبها . و قد خلق الله الإنسان بتوازن و مقادير عجيبة من هذه المكونات الخمس ، فإذا عاش الإنسان في بيئة سليمة صحياً و اجتماعياً و عقلياً و عقدياً و اقتصادياً و سياسياً ........ فإن هذا الإنسان سوف يكون موحداً بفطرته و سوف يكون متوازناً قي كل تصرفاته فلا جانب من جوانبه يطغى على الآخر فلا عدوانية و لا خنوع و لا ظلم بل صفاء و سلام و وضوح و عطاء و ألفة و عمق تفكير و سعة أفق و بصيرة و انفتاح و حرية و عبودية لله تعالى وحده و ليس لبشر أو لنفس أو ....... و عندما ينشأ هذا الإنسان في بيئة غير سليمة في ناحية من النواحي فينتج عن ذلك خلل في هذا التوازن فيطغى جانب على جانب و سوف تتأثر بقية الجوانب بهذا الطغيان . ومن أكبر مهام الرسل الذين بعثهم الله إلى البشرية هو إعادة التوازن للإنسان بعد أن أخل بتوازنه المجتمع الفاسد الذي يعيش فيه حتى يكون موحداً بصدق و يؤدي مهمته التي خلقه الله لأجلها بسلام و هو استعمار الأرض و ليس تخريبها أو العبث بها . و هنا أريد أن أركز على أخطر ظرف يؤدي إلى أخطر خلل و بالتالي أكبر ضرر للمجتمع و البشرية ، و هذا الظرف هو الظلم و القهر و الطغيان و هو بلغة العصر الديكتاتورية و الهيمنة و هذا للأسف سمة هذا العصر فتجدها في الأسرة و القبيلة و الحي و الشارع و الدول و الأحزاب و الجماعات و على مستوى العالم. و هذه البيئة الملوثة تؤدي إلى نشوء أشخاص يطغى فيهم جانب النفس على الجوانب الأخرى فتسيطر النفس على الشخصية فينتج عن ذلك شخص متلون ففي بعض الأماكن تجده خانعاً ذليلاً و في بعض الأماكن الأخرى تجده متمرداً متجبراً فظاً غليظاً عدوانياً ، و يصبح العقل تبعاً لهذه النفس الأمارة بالسوء فيصير يفكر بالاتجاه الذي يرضي هذه النفس و يشبع رغباتها و كذلك العواطف و المشاعر تصير تبعاً لهذه النفس فينتشر الخوف و الرعب و بالتالي التصفيق لهذا الطاغية و تأليهه من دون الله ، فتتضرر بذلك الروح فيعاني الناس من الضيق و الضجر، و يتضرر الجسم فتكثر فيهم الأمراض و العلل . و من أخطر صفات هذه النفس التي استولت على هذا الكائن الإنساني هو الكبر وحب السيطرة وميزان الكبر هو الخضوع للحق والحقيقة فالتكبر هو التعالي على الحق و الحقيقة و الانتصار للباطل و أهله ، فالذي يقبل الحق وأهله وفق أدلته العقلية والمنطقية والواقعية خالي من الكبر , وهذا الكبر هو الذي أخرج إبليس من الجنة فقال ( أنا خير منه ) وللأسف هذه الصفة منتشرة بشكل واسع في مجتمعاتنا وهي أم المشاكل التي نعاني منها مثل الفرقة والتخلف والظلم والتعالي على الآخرين ونكران المعروف وانتشار الفكر المتطرف . فصفة الكبر وما يتفرع عنها من الانتصار للخصوصية بغير وجه حق هي العقبة الكبرى و الخطر الأكبر في حياتنا و في طريق وحدتناوتقدمنا وكرامتنا وعزنا , ويعبر عن هذه الصفة بالانتصار لحظ النفس أو الانتصار للخصوصية مثل النفس أوالقبيلة أو الوطن أو الجماعة أو التيار أو الحزب أو الفكر أو .... وذلك بغير وجه حق . فالشخصية المتوازنة المؤمنة بالله ذوقاً لا تنتصر إلا للحق وأهله و تدور معه حيث دار و لذلك أكثر أتباع الرسل هم ذوي النفوس الطيعة لخلوهم من الكبر فنفوسهم تتقبل الإسلام بسهولة و تتذوقه و تتشربه و تعشقه وتفهمه كما فهمه سيدنا محمد و صحبه و آله الطاهرين و العلماء العاملين و الصالحين صلوات الله عليه و على آله و صحبه و سلم أجمعين . فالجهاد هو إعادة التوازن لهذه النفس التي أصابها الخلل من هذه الظروف الملوثة و هو ما يعبر عنه بالمصطلح القرآني تزكية النفس ، و أكبر عقبة أمام إعادة هذا التوازن للشخصية هو اقتحام عقبة الانتصار للخصوصية بغير وجه حق وعملية الاجتياز لهذه العقبة تنخلع دونها الرقاب فتحتاج لإرادة صلبة و عزيمة لا تلين و صبر و مصابرة و طلب المعونة من الله في اجتيازها و بكاءٌ في الليل و الناس نيام و الإكثار من دعاء ( اللهم آتي نفسي تقواها و زكها أنت خير من زكاها ) و ( اللهم ارني الحق حقاً و ارزقني إتباعه و حببني فيه و أرني الباطل باطلاً و ألهمني اجتنابه و كرهني فيه ) و لا بد في البداية من مرجعية موثوقة معروفة بصلاحها و تقاها وعلمها فهمت الإسلام كما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يرجع إليها في شؤون دينه لا أن يرجع إلى مرجعية هي بحاجة إلى تزكية و إلى من يأخذ بيدها إلى جادة الصواب ، لأن المسلم قبل اجتياز هذه العقبة – إذا لم تكن له مرجعية موثوقة - سوف يفصل إسلام على مقاسه حسب هواه و شهواته و نفسه الأمارة بالسوء و هذا ما نعانيه في واقعنا المعاصر من فكر متطرف و فكر متحلل فقد تربع على عرش الإفتاء و السياسة و ....... من ليس أهله من أنصاف المتعلمين و أنصاف السياسيين فصار يفتي بقضايا الأمة المصيرية و أخذ يقود المركب باتجاه الغرق . و اجتياز هذه العقبة تستحق أن يبذل لها الإنسان كل هذا الجهد لأن ورائها خيرٌ عظيم فهناك فهم وتذوق لمعاني الإسلام العظيم و هناك تذوق لطعم الإيمان الذي لا تعدله حلاوة و هناك طمأنينة و راحة و ثقة و عزة الإيمان و شجاعة الفرسان و هناك يرزق الإنسان فرقان يفرق به بين الحق و الباطل و هناك خضوع للحق و اعتراف بالجميل ، هذا في الدنيا و في الآخرة –إن شاء الله - جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين . فهذا هو الفتح المبين و هذا هو طريق النصر طريق الدعاة المعتدلين الوسطيين . فأسأل الله لكل من قرأ هذا المقال من أصحاب الفكر المتطرف أو المتحلل أن ينصره على نفسه و ينير له طريق الحق و الحمد لله رب العالمين | |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الدينى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |