|
القسم الادبى قسم الادب والشعر والنثر والقصص الادبية الرائعة |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-24-2006, 03:23 AM | #1 (permalink) |
| أنا عاوزة كراسة قديمة .... ليه ؟ عشان أكتب الف باء ماعنديش كراسات ، روحي لماما خليها تجيب لك . هكذا كانت لهجة الخطاب المعتادة بيني وبينها ، بيني وبين "حبيبة" ابنة زوجتي من زوجها السابق ، عجيب أمر هذه الفتاة ، دائما ماتحاول التودد الي بالرغم من أنني لاأعطيها وجها على الاطلاق ، فأنا أكرهها ، نعم أكرهها ، وكيف لاأكرهها وأنا كلما رأيتها تذكرت أن أباها كان يشارك زوجتي فراشا واحدا ، كيف لاأكرهها وأبوها هو ذلك الرجل الظالم الذي سام زوجتي ألوان العذاب ثم طلقها بعد عامين من الزواج وتركها وابنتها التي لم تتجاوز عامها الأول تواجهان مصاعب الحياة دون سند سوى الله ليتزوج من أخرى ثم يرحل للخارج دون حتى أن يسأل عن ابنته بالهاتف خلال خمس سنوات لم يرها فيها . حاولت أن أقنع زوجتي بألا تقيم الفتاة معنا بعد زواجنا وأن تتركها لوالدتها ، الا انها أصرت وجعلت هذا شرطا دونه عدم اتمام الزواج من الأساس ، أحيانا اسأل نفسي ماذنب هذه الفتاة التي لم تتجاوز السادسة من عمرها بعد في أن أعاملها بهذا الجفاء فتجيبني نفسي "وماذنبك أنت في أن تتحملها وأبوها يرفل في النعيم مع زوجته الجديدة في بلاد البترودولار بينما هي تنغص عليك متعتك هنا مع زوجتك ؟" مرة أخرى أدخل من الباب بعد يوم عمل شاق فتأتي إلي مسرعة لتلف ذراعيها الصغيرتين حول ساقي وهي تردد "عمو خالد جه" (وكنت قد رفضت من البداية ان تناديني "بابا") ، فأفك يدها الصغيرة من حول ساقي بضيق قائلا "إوعي ايدك ياحبيبة ، الدنيا حر" فتعود لتنزوي في ركن الصالة مع العابها من جديد ، أبدل ملابسي وبعد الغداء ادخل الى غرفتي لأنام قليلا ، وأتمدد موليا ظهري لباب الغرفة ، فاذا بشفاه صغيرة تطبع قبلة على رأسي من الخلف ، فالتفت فاذا بها تهرول خارجة من الغرفة ، عجيب أمر هذه الفتاة ، دائما ماتفاجئني بهذه الحركة ثم تولي هاربة وأنا الذي لم أقبلها يوما ، من اين لها بكل هذه السماجة ، لابد قد ورثتها من أبيها ، الله ياخده . قبل أن يستغرقني النوم تماما أسمع الحوار التالي بينها وبين والدتها "ماما أنا هنزل العب تحت شوية" . "في الحر دا ماينفعش" "أصل مافيش حد عاوز يقعد معايا هنا ." "طب انزلي في المدخل لو لقيتي ياسمين العبوا سوا مالقيتيهاش اطلعي علي طول" "حاضر" تصفق الباب خلفها . ثم بعد دقائق اصحو مذعورا على ذلك الصوت ، صوت فرملة قوية من احدى السيارات ثم صوت اصطدام يليه أصوات متفرقة "ياساتر يارب" "والله العظيم هي اللي جريت قدامي مرة واحدة ..... " "حد ينادي الاسعاف" ......... اقوم من النوم مفزوعا فأسمع صراخ زوجتي من البلكونة "بنتي .... حبيبة ، العربية خبطت حبيبة " وتتجه مسرعة لباب الشقة فاصرخ فيها " انتي اتجننتي ؟ عاوزة تنزلي الشارع بهدوم البيت ؟ استني انا هغير هدومي ونازل" ثم أنزل الى الشارع واخترق الزحام حتى اصل اليها ، حبيبة ، هاهي ترقد على ظهرها وقد مال رأسها الى الخلف وسال من فمها خيط رفيع من الدماء بينما انثنى جسدها بطريقة غير طبيعية توحي بأن هناك خللا ما وأصوات تتردد من هنا وهناك "دي عندها نزيف داخلي" "دا الظاهر كمان كتفها اتخلع" "ماحدش يلمسها غير لما تيجي الاسعاف" ، أناديها أنا "بنت ياحبيبة ، ردي علي ياحبيبة ، حبيبة ، انتي عارفة تتكلمي ، ردي علي" فتفتح عينيها في وهن فتراني فتبتسم كما هي عادتها دائما عندما تراني ، ثم تغيب الابتسامة سريعا وتغلق عينيها مرة أخرى "حبيبة ، ردي علي ، ردي على عمو خالد ، حبيبة ، ردي على بابا خالد..... " . "ياخوانا حد يستعجل الاسعاف" وهنا يرتفع صوت سارينة الاسعاف معلنا عن قدومها ، فمن حسن الحظ ان مركز الاسعاف يقع عند ناصية الشارع ، ينفتح الباب الخلفي للعربة وينزل منها شابان يحملان معهما نقالة استعدادا لحمل الفتاة ، فيفسح لهما الجميع الطريق ، يقترب احدهما من البنت ويهم بتعديل وضع ذراعها فيناديه زميله "انتظر ياحسن" ، ثم ينحني ليتحسس معصم الفتاة بيده ، ثم يضع ركبتيه على الارض وينحني اكثر حتى يلامس باذنه صدر الفتاه لعدة ثواني ، ثم يعيد تحسس النبض من معصمها مرة أخرى ، فابادرهما بالقول "يالا ياجماعة ، انتو مستنيين ايه ؟" فيجيبني وهو مازال ينظر الى جسدها المسجى على الأرض " آسفين ياأستاذ ، الاسعاف مابتشيلش ميتين" . |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الادبى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |