|
القسم الادبى قسم الادب والشعر والنثر والقصص الادبية الرائعة |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-24-2006, 03:33 AM | #1 (permalink) |
| سِمسم و نِمنم وتَمتَم، ثلاثة أخوة صغار أشقياء لا يكفون عن المغامرة والتطلع إلى الصعب رغم كل نصائح والديهم بالتوقف عن فعل ما قد يعرضهم للأخطار ولكنهم لا يستجيبون .. اتفقوا يوماً أن يفعلوا شيئاً لم يفعلوه قبل ذلك، شئٌ لا يخطر على بال أحد ممن يعيشون فى مملكتهم الصغيرة وقرروا أن يكتموا أمر مغامرتهم الجديدة وأن يقوموا بها سراً دون أن يدرى أحد وبعد أن خططوا ودبروا للمغامرة الجديدة الخطيرة حددوا ساعة التنفيذ وها هم يستعدون.... سمسم يقول لأخويه فى فرح جذل: " انظرا إن الجميع مشغولون بالعمل" يرد عليه نمنم: " نعم إنها فرصتنا بل أول خطوة فى خطتنا المحكمة " ينظر إليه سمسم ويقول: " الخطة أ يا شباب لننطلق " يتحرك الثلاثة فى خفة متسللين إلى حيث بوابة ضغيرة على حدود المملكة يقف عندها حارس فى يقظة ونشاط ، يتوقف الثلاثى وينظر كل منهم للآخر ثم يبتسم سمسم ويقول: " الخطة ب" فيركض ثلاثتهم بسرعة نحو الحارس و.. فجأة يتظاهر سمسم بأنه قد تعثر ويسقط أرضاً ويتأوه بصوت مرتفع فيأتى إليه الحارس مهرولاً بينما يستمر كل من نمنم وتمتم فى الجرى إلى خارج البوابة. الحارس فى تلهف:" هل أنت بخير أيها الصغير؟!" يرد سمسم فى خبث:" نعم أيها الحارس ولكن ساعدنى على النهوض" فيساعده وفجأة يصرخ سمسم:"لقد سبقانى" ينظر إليه الحارس فى تعجب ويسأله:" من هما؟!!" فيجيب سمسم متظاهراً بالضيق: "أخواى الكبيران، كنا قد اتفقنا أن نستبق إلى هنا ولكنهما خرجا من البوابة وأريد أن ألحق بهما " ثم يصرخ مرة واحدة: "أريد أن ألحق بهما" يقول الحارس مبتسماً :"حسنا يا صغيرى ، اذهب وسابقهما ولكن لا تذهبوا بعيداً". يرد سمسم فى ارتياح وهو يجرى مبتعداً: " شكراً لك أيها الحارس الطيب". ****************** "أماه ... أريد كوباً من عصير المانجو المثلج" نطق طاهر ذو الاثنى عشر عاماً هذه العبارة وهو يجلس فى ردهة المنزل يشاهد التلفاز فيسمع صوت والدته قادماً من المطبخ: "حسناً يا صغيرى ، ولكنى كما قلت لك سابقاً أريد حلاً لهذه الحشرات التى بدأت تغزو المطبخ ولن أكرر ذلك يا طاهر". يجيب طاهر على الفور: "المبيد الحشرى الذى طلبتى منى أن أجلبه لن يفعل شيئاً يا والدتى وكما قلت لك إن المكافحة البيولوجية هى خير وسيلة" فترد والدته مغتاظة: "دائماً لا أفهمك" ****************** توقفا .. توقفا ، يتجه سمسم نحو نمنم وتمتم ويقول لاهثاً: "لننفذ الخطة ج هيا بنا لنرى عن كثب من هناك" ويسير الثلاثة فيظهر أمامهم من بعيد أول أهدافهم ، فيقول تمتم: "هاهو أول أهدافنا" ويشير نمنم إلى شئ آخر قائلاً:"وهاهو الهدف الثانى" ، ينظر سمسم إليهما ويقول: " أظن أن كلاكما يعرف ما سيفعله" ويضيف: " لنبدأ هذه اللعبة الظريفة " وانطلق إلى الهدف الأول بينما انطلق الآخران إلى الهدف الثانى وعندما اقتربا منه صاحا فى صوت واحد: " أيها الكائن الكئيب يا ذا الشوارب الضخمة .. تعالى والحق بنا " فينظر إليهما ذلك الكائن وعندما يراهما يصيح فى غضب هادر: " أيها السافلان أنتما ثانية .. لن أترككما هذه المرة " ثم ينطلق فى جنون ورائهما وهمايضحكان ويركضان فى سرعة نحو سمسم الذى بدا عند الهدف الأول متأهباً مستعداً يراقب المشهد مبتسما فى خبث وعندما اقتربوا منه صاح بأعلى صوته ليشغل ذلك الكائن عن أخويه: "أيها العجوز البائس يا ذا الشوارب الضخمة .. ها أنا ذا" وبالفعل يلتفت إليه الكائن ويهرب نمنم وتمتم بعيداً ويقترب الكائن من سمسم الذى ظل ثابتاً تحت هدفه الأول والذى يعتبره وسيلة النجاة فيفتح فمه ويعض الهدف بكل قوته و ........ - "آه" ... صرخت والدة طاهر وهى تنظر أرضاً وتقول: " ليس مرة أخرى أيها الصرصار الوقح ، تباً لك ثم ترفع قدمها وتهوى بها فى قوة .. ومن بعيد أخذ سمسم يتقافز فى فرح قائلاً: " لقد سحقه البشرى بقدمه " فيقترب منه نمنم قائلاً فى سخرية: " إننى أرثى له لقد قتل مظلوماً فلنقم بعمل مراسم الجنازة " يضحك تمتم ويردد المقولة الشهيرة: " يقتل القتيل ويسير فى جنازته ". ****************** " طاهر .. طاهر .. أين ذهبت يا ولد؟" يدلف طاهر من باب المنزل ويديه خلف ظهره وينظر لأمه قائلا ً: " ماذا يا أمى؟! ماذا حدث؟ " تجيبه أمه فى حنق: " لقد لُدغت مرة أخرى، لن أصبر على هذا " يبتسم طاهر ثم يشير لأمه بعبوة المبيد الحشرى التى أحضرها لتوه ويقول فى تودد: " لن أتكاسل عن شئ تطلبينه منى بعد الآن يا والدتى" ثم أخذ يدها وقبلها وقبلته هى بدورها على رأسه وهى تقول له: " لقد جهزت لك كوب العصير .. إنه فى المطبخ " يشكرها طاهر ويسرع إلى المطبخ وهناك وجد ما لم يكن ينتظره .. بضعة صراصير متجمعين حول صرصار مقلوب على ظهره ورأسه مهشم يحاولون نقله فما كان منه إلا أن يشهر عبوة المبيد من بعد و يضغط فتخرج نفثات المبيد المميت لتفنيهم عن بكرة أبيهم.. ****************** يرتفع صوت حارس البوابه الصغيرة وهو يقترب من الثلاثة الصغار الذين يتقافزون فى فرح كبير وهو يقول بصوت جاد: " أيها الصغار الأشقياء ألم أقل لكم لا تذهبوا بعيداً لقد قلق الجميع عليكم وها هو والدكم جاء خلفى مع نفر من أهلكم يبحثون عنكم ". يرد سمسم فى فخر: " لقد فعلنا ما سيجعل أهلنا وكل مملكتنا فخورين بنا " يتعجب الحارس ويتمتم قائلا ً: " أنا لا أفهم شيئا ً " ثم يعلو صوت والدهم: " أين كنتم يا أشقياء .. لن تنجوا منى بفعلتكم هذه" يرد نمنم وتمتم فى صوت واحد: " لقد فعلنا ما لم يفعله الكبار يا أبى .. انظر هناك " ويشيران إلى حيث عدد كبير من الصراصير القتلى ملقون على الأرض وطاهر يهم بجمعهم وإلقائهم فى سلة المهملات .. ويضيف سمسم: " لقد انتقمنا لما فعلوه بنا هؤلاء الأعداء عندما تهجموا على بيض مملكتنا وأكلوه ". يبتسم الوالد فى زهو وقد انفرجت أساريره ويقول: " كيف فعلتم هذا أيتها النميلات الثلاث ؟؟!! إنه لنصر كبير وإنى متأكد أن ملكتنا ستكافئكم مكافأة عظيمة" يغمز ثلاثتهم بعضهم لبعض قائلين: " إنها حكايه يطول سردها ولكننا سنخبرك بها حتما ً يا والدنا العزيز" ثم تتعالى ضحكاتهم وهم يعودون أدراجهم .. وهناك وقف طاهر يشرب كوب العصير متلذذا ً وأمه تراقبه فى رضا وتقول: " شكرا لك حبيبى لقد انتقمت لوالدتك" يبتسم طاهر قائلا ً: " بالطبع أمى وإن كنت متأكداً أننى لم أنتقم لك وحدك فلربما انتقمت لكائنات ٍ أخرى" قالها وهو ينظر إلى الأرض وكأنه يبحث عن ثلاث من النمل يتجهون مع ذويهم إلى المستعمرة .. مستعمرتهم .. مستعمرة النمل؛ "تمت" __________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد مواضيع قسم القسم الادبى |
|
| |
Downloadiz2.Com - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd |