قصف أثيوبي لبلدة صومالية والمحاكم الإسلامية تطالب بدعم المسلمين

[pirate_1012]

مقاتل من مجلس المحاكم الإسلامية







قامت الطائرات الحربية الأثيوبية الأحد بقصف بلدة صومالية محاذية للحدود الأثيوبية، في خطوة تشكل تصعيداً متزايداً للعنف في المنطقة وتهدد بإشعال حرب إقليمية في القرن الأفريقي.



وقال شهود عيان إن ثماني طائرات حربية أثيوبية قصفت بلدة "بلدوين"، بحسب ما ذكره سكان البلدة، التي تسيطر عليها القوات الإسلامية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.



وكان زعماء في اتحاد المحاكم الإسلامية، التي تخوض قتالاً منذ أربعة أيام ضد قوات الحكومة المؤقتة المدعومة من أثيوبيا، حثوا السبت العرب والمسلمين للانضمام إليهم في قتال القوات الأثيوبية، ما يهدد باندلاع صراع لإقليمي في منطقة القرن الأفريقي.



وقال الشيخ يوسف أنديهدي، مسؤول الأمن الوطني في مجلس المحاكم الإسلامية الذي يسيطر على جنوبي البلاد "المسلمون هم أخوة لنا ويساعدون بعضهم بعضاً.. ولنا الحق في دعوة إخوتنا وأخواتنا لمساعدتنا في هذه الحرب المقدسة."



وتعهدت الجماعة الإسلامية بطرد قوات من أثيوبيا، الجارة ذات الأغلبية المسيحية والتي تقدم الدعم العسكري للحكومة المؤقتة التي تحظى بتأييد الأمم المتحدة، في حين تنكر أديس أبابا أن قواتها تشارك في القتال، قائلة إن الأثيوبيين في الصومال يقومون فقط بتدريب القوات الحكومية.



وأفاد مواطنون في بلدتين صوماليتين مجاورتين للحدود الأثيوبية، وقعتا بأيدي عناصر المحاكم الإسلامية، أن القوات الحكومية والأثيوبية تقومان بقصف البلدتين منذ الصباح الباكر (الأحد).



وقال سعيد علي يو، الذي يقطن خارج مدينة بانديردلي إحدى البلدتين "لقد وصلت القوات الأثيوبية إلى بلدتنا مساء أمس، وطلبت منا الرحيل قبل الفجر، وبعدها اندلع القتال هذا الصباح."



وفي كيسمايو، وهي إحدى المدن الرئيسية في جنوب الصومال كانت قد سقطت بأيدي قوات المحاكم الإسلامية في سبتمبر/أيلول الماضي، أفاد مواطنون بأنهم شاهدوا مقاتلين عرب يصلون إلى ميناء المدينة.



ويهدد القتال الذي اندلع في الأيام الأخيرة بجر المنطقة لحرب إقليمية، وبخاصة مع قيام أثيوبيا، التي لديها أحد أكبر الجيوش في المنطقة، بدعم الحكومة المؤقتة، في حين تؤيد أرتيريا، الخصم اللدود لأديس أبابا، قوات المحاكم الإسلامية.



وكانت الأطراف الصومالية، الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا ومجلس المحاكم الإسلامية قد وافقت الأربعاء، على حضور جولة رابعة من مفاوضات السلام بينهما، وفق ما أكده مبعوث للاتحاد الأوروبي.



ويأتي هذا الموقف بعد يومين من تجدد الاشتباكات بين الطرفين.



وأعرب مفوض التنمية والمساعدة الإنسانية للاتحاد الأوروبي لويس ميشال لشبكة CNN عن تفاؤله خاصة وأن الأطراف المعنية أبدت التزاما بالعودة إلى طاولة المفاوضات.



وقال بعد لقائه قيادات الطرفين في الصومال، إنه قام بتسليمها مذكرة تفاهم تتضمن بين ثمانية إلى تسعة "نقاط كاملة" وأن أكثر هذه النقاط لاقت موافقة الطرفين.



وفي وقت سابق، قال الرئيس الصومالي عبدالله يوسف الجمعة إن محادثات السلام مع المليشيات الإسلامية لم تعد خياراً وأتهم مجلس المحاكم الإسلامية بإيواء تنظيم القاعدة في القرن الإفريقي.



وقال يوسف في مقابلة للأسوشيتد برس "إنه فصل جديد ويدخل في إطار مخطط للمجموعة الإرهابية لشن حرب على الغرب."



واستبعد الرئيس الصومالي خيار الدبلوماسية مشيراً إلى استحالة عقد مفاوضات سلام مع المليشيات الإسلامية التي أعلن قادتها الحرب على الحكومة، إلا أنه قال إن القوات الصومالية لن تكون البادئة بالهجوم.



جدير بالذكر أن الآلاف من المليشيات الإسلامية تحاصر البلدة الوحيدة الخاضعة تحت سيطرة الحكومة الانتقالية في الصومال وفق رئيس الوزراء علي محمد غيدي، فيما توعد مسؤول من المحاكم الإسلامية مهاجمة "بيدوا" في غضون أسبوع ما لم تغادر القوات الأثيوبية.



وأبدى غيدي نبرة تشاؤمية إزاء الأوضاع قائلاً "اعتقد أنه لا مناص من الحرب لأن العناصر المدعوة بالمحاكم الإسلامية ضد سلام واستقرار البلاد."