وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي حضور القنصل العام الإسرائيلي، سمحت السلطات المصرية لليهود بإقامة مولد "أبو حصيرة" في قرية "دميتوه" بمحافظة البحيرة شمال غربي مصر، حيث قام وفد إسرائيلي يضم عدداً من الحاخامات ونحو مائتي يهودي بإحياء الاحتفال، الذي كانت المحكمة الإدارية المصرية قد أصدرت حكماً منذ سنوات بإلغائه .
وفرضت قوات الأمن حصاراً مشدداً علي ضريح "أبو حصيرة"، كما تم وضع كردونات أمنية علي الطرق المؤدية لقرية "دميتوه" بمحافظة البحيرة . وقد اعتاد مئات اليهود زيارة قبر "أبو حصيرة"، وهو حاخام يهودي من أصل مغربي يدعى يعقوب بن مسعود، وتقول رواية شعبية يهودية إنه سافر من المغرب إلى الأراضي الفلسطينية من أجل زيارة المقدسات، وفي تلك الأثناء غُرقت سفينته في البحر ومات جميع من فيها، فافترش حصيرته على البحر وطارت به إلى سورية ثم إلى فلسطين، وبعد أن انتهى من زيارة المقدسات الى فلسطين توجه الى مصر بقصد العودة منها إلى المغرب، غير أنه مات قبل أن يعود في تلك القرية الصغيرة التي تسمى "دميتوه"، التابعة لمحافظة البحيرة شمال غربي مصر، وأوصى بأن يدفن بها وكان ذلك قبل ما يربو على 125 عاماً وفق الروايات اليهودية المتواترة عن شخصية "أبو حصيرة"، المثير للجدل .
والثابت تاريخياً أن الطائفة اليهودية في مصر كانت تحتفل بهذا المولد قبل سنة 1945، وأنه جرى تشكيل لجنة لتحويل المقبرة إلى ضريح كبير، وقام أثرياء اليهود بالتبرع لإنشاء الضريح، وتشير الوثائق أيضاً إلى أنه بموافقة وتأييد مدير مديرية البحيرة، تم شراء بعض الأراضي المجاورة للمقبرة لتشييد الضريح وإقامة سور حوله .
ومنذ العام 1979 وعقب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بدأ اليهود يطلبون رسمياً تنظيم رحلات دينية إلى القرية للاحتفال بمولد "أبو حصيرة" الذي يستمر نحو أسبوعين، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات، ومع الزيادة العددية توسع أسلوب الاحتفال من مجرد الجلوس عند المقبرة، وتلاوة بعض الأدعية والبكاء، خصوصًا من العجائز الطالبين الشفاء من مرض ما، إلى إقامة الاحتفالات وذبح الأضحيات عند الضريح .