|
نبدأ من هنــا !
( المنزل "القفص الذهبي")
وسط المباني الشاهقة ، والشوارع المزدحمة ،
يقع ذلك المنزل ذو بساطة العيـش ،، وفخامة الفرح !
"هو " و"هي "
ها هنا
تحت سقف الحب ،
وبين جدران الغرام’
على أرض مربع القلوب ،
يجمعهما حبٌ ووفاء ،
معاً دوماً في السراء والشقاء ،
.
.
.
شمعتان هما !
لهما نفس النور ،
.
.
نفس الشعور !
يتدفق الغرام بهمس منه "هو" !
وتتطاير الأشواق بغيابها " هي "
.
.
.
يحلقان معاً فوق السحب ،
إلى عالمهما الخاص
إنهما يتنفسانِ هواءهما الشاذ !
يناولنِ بعضهُما أجمل ما يملكانه من احساس ,,
ويفرشان لبعض زهور المحبة .
.
.
.
(الخبر وإعلان الوصول)
مر على ذلك الحب ،
شهر ويتبعهـ شهر !
ولكن كأنه مر ساعة ، بل دقيقة ، وقد تكون ثانية !
فإذ بذلك النبأ السعيد
فإذ بذلك النبأ الذي لا طالما كان يريد سماعه "هو"
وطالما انتظرته "هي "
.
.
.
بشاشةٌ تشق وجهه ،’غير معتادة "هي" على رؤيتها ...
"هي" أصبحت مدللة أكثر من ذي قبل !
أصبحت وردةً ، و"هو" ماءٌ لا يستطيع أن يبتعد عنها ولو برهة !
.
.
.
"هي"
تحمل من سيحمل اسم عشقها !
تحمل من سوف يقيدهما بقيود الحب ...
إنه آتي ,,
بإذن الله ..
"هو" و"هي" بفارغ الصبر والانتــظار !
.
.
.
تتسارع الأيام ’
وتتسارع دقات القلب ,
مر الشهر الأول
الثاني
الثالث
،
,
,
.
ها قد توقف بنا القطار (الشهر التاسـع)
ألم سيطر على سائر جسدها !
إنه وقت استقبال طفلهما ,,
ما أصعبها من لحظة ,
ألم من صميم الخافق ,,
أوجاع قاسية تغزوها "هي"
"صرخة" تخرج من فوهة تجهلها وأجهلها ’
ولكنها كانت صرخة قوية ،،
أفزعته "هو"
حيث فقد توازنه ،
وفقد سيطرته ’
تملك أعصابه كثيراً..
/
/
فإذ به يبكي ويبكي ’
"هو ": أريد أن أراها ! ماذا يجري !
الطبيبة : ستراها ، ولكن انتظر برهة !
ما هي إلا لحظات وستراها !
قليلٌ من الصبر .
"هو" صامت ، وجيوش الرهبة تتصاعد إلى أنفاسه .
،
،
الطبيبة : مباركٌ سيدي ! لقد آتاك صبي و"هي" بخير..
"هو" : جلس على الأرض ساجداً ، شاكراً ,
والدموع بللت ثوبه ,
/
\
/
--------------------------------------------------------------------------------
(لقاء بعد عناء)
"هو" : مباركٌ عزيزتي !
"هي" لبست ثوب الفرح وابتسمت ’
"هو" و "هي" يتبادلنِ النظرات الدافئة والحنونة ،
كأن مر سنين لم يرا بعض !
.
.
.
ها قد اكتمل بناء المنزل ’
وصبغ بألوان المودة ’’
.
.
.
بلغ ابنهما "سيف " الخامسة ،
وها هو يتهامس مع والديه ,
ويبادلهما القبل وكلمات طفوليةٌ دفاقة,,
--------------------------------------------------------------------------------
. (صدمة)
"هو" جالس بين أحضان ذلك المنزل ،
يلعب ويمرح مع "سيف" ..
ويتحاوران معاً لغة الأطفال ,,
.
.
فإذ بالهاتف يعلن عن اتصال ’
"هو"يرفع سماعة الهاتف ،،
"هو" : السلام عليكم ؟
"المجهول " : وعليكم السلام يا (.....) !
"هو" : من معي من فضلك ؟
"المجهول" : عاشق حرم من عشيقته والسبب هو أنت !
"هو" أغلق الهاتف ، وحاور نفسه قائلاً :< ماذا يقصد !!>
ومن هو !!
.
.
"المجهول" يعاود الاتصال ,
"هو" يرفع سماعة الهاتف مرة أخرى ..
"المجهول" : لن أطيل الحديث معك ،
"هو" صامت ..........
"المجهول" : أنا أحبها "هي" إنها حبيبتي !
"هو" يغلق الهاتف ,
ويتخلخل الغضب إلى أعماقه ,,
يعاود الاتصال ,, ويعاود ,
"هو" يتردد في رفع السماعة ..
لكنه قرر أن يرفعها ,
"هو" : من أنت وماذا تريد !
"المجهول" : أنا أحبها "هي" افهمني !
"هو" : ماذا تريد ؟
"المجهول " : أريدها "هي" ، "هي" لي ,, انها تحبني وأنا أحبها !
"هو" : هل أنت مجنون !!
"المجهول " : لما لا تصدقني ! أليست هي ذو العينان البنيتان ,,
وشعرها الأسود ، ويوجد على ظهرها علامة !
"هو" !!صدمة!!صعق وتفاجأ ، وبثورة من الغضب قال: من أنت ؟
"المجهول" : أعشقها! ....
تووووووووووووت .. توووووووووووت .. توووووووووووت .
أغلق الهاتف ’’
"هو" منهار !!
استحالة أن تفعل بي هذا !
إنها تحبني ، نعم تحبني !
ولكن لم يستطع المقاومة ،،
وطعن بالعجز ولم يستطع أن يوقف نزيف الصدمة !
..
--------------------------------------------------------------------------------
(حلّ الجنون)
.
خطواتٌ تتيه به بين الظن وبين صوت "المجهول" !
فإذ يقوم بضربها " هي" بضربها وبضربها ،،
حتى وقعت على الأرض ’
مفزعة !
تحاول أن تعرف ما به !
تحاول جاهدة ؟
ولكن دوم جدوى ,
"هو" :أغربي عن وجهي لا أريدك هنا ’إذهبي بعيداً ..
سحقاً لي،، سحقاً لي ،، سحقاً لي ..
فيقع "هو" باكياً ،، ويصرخ :لماذا تفعلين كل هذا بي !
"هي" لاتعلم ماذا تقول ! كأنها في متاهة لاتعلم أي الطرق تسلك !
.
.
"هو" : أخرجي من منزلي !
"هي" :ماذا بك ، أرجوك أخبرني ، أتوسل إليك ؟!
"هو" : قلت لك أخرجي ، أخرجي !!
"هي" لم تستطع أن تعرف ماذا حل به "هو" سوى أنها ،
خرجت من المنزل ، والدموع تشق جبينها ،
:
:
:
"هي" وصلت إلى منزل أمها ,,
وهي منهارةٌ تماماً ,,
"الأم" : ماذا حل بك ؟
"هي" : لا أدري يا امي ، لا أدري ؟؟
وترمي نفسها بين حضن أمها ،، وتحاول أن تتدفئ ،
تحاول أن تهدئ من روعها !!
لكن لم يفد ذلك !
فإنها في قمة الحزن والذهول ؟
"هي" تنتظر أن يقرع جرس الباب ،
ليأتي "هو" ليرجعها إلى مربع القلوب !
.
.
.
وحقاً قرع جرس الباب ،
ولكن إذ بصدمة .. "ورقة طــلاق" !!
"هي" : إنك مخطئ ؟
ساعي البريد : بل إنه لك وهذا هو عنوان المنزل !!
"هي" يغمى عليها ، وتسقط على الأرض ،
،
،
حل الظلام ، والعتمة قتلت قلبها "هي" وقلبه "هو "
.
.
. "هو" جن جنونه ,, ( المَصَحْ النفسي)
فقد عقله ، فقد كل شيء ,, ولكــن لم يفقد صورتها ،،
"هي" رغم ما فعله "هو" بها ؛
تحاول أن تختبئ وراء الستار لتراه ولتطمئن عليه !
.
.
.
اليوم التالي
تجلس "هي" بمنزل أمها ,,
والدموع تهطل من عيناها ،
والنزيف الذي بداخلها لا يتوقف !
،
،
"سيف" : أين أبي !
"هي" : إنه في قلبي ؟
"سيف" : أخرجيه ، إنك بذلك تخنقيه ؟
"هي" <بمجرد سماعها لكمة تخنقيه > : تدمع عيناها إلى أن يجف بحر دموعها !!
"سيف" : هيا أمي أخرجيه أخرجيه!
، إذا بـ "الأم" : سيف تعال إلى هنا عزيزي ..
يركض "سيف" إلى جدته .
وتنهمر "هي" بالبكاء مجدداً
..............
/
\
/
"هي" تحاول أن تستنشق هواءً
مخففاً عن اللهب المشتعل بداخلها
توَدُّ أن تحاور نسيم الصبح ،’
.
.
تخطو خطوة تلو خطوة ،
فإذ بحديقة مجاورةٍ إلى منزل أمها ,,
فجأة تقف ,,
وتجلس على ذلك الكرسي الممتد ..
.
.
تسبح في بحر الأيام الماضية ،
وتغوص في ذكرياتها ،
ولكن
يأتي (........) ويجالس بالقرب منها !
تفزع "هي" ..
قامت لترحل!
(..........) : أريد أن أحدثك قليلاً ,, صدقيني لن أؤذيك !
"هي" تلتزم الصمت!!
(.........) : أنا أحبك !
"هي" <تظن أنه أتى ليتحرش بها<
فتقوم ..
(.......) يمسك بيدها ! : أنا أعرف ماذا بك ، وما حل بزوجك !!!
"هي" تسقط على الكرسي جالسة
وتفقد وعيها <ماذا يقول /هذا\ :قل لي ماذا تعلم !
.
.
(.......) : أعلم بأن زوجك في المصح النفسي ، وأعلم بأنه وبأنه !!
"هي" : ماذا تعلم عنه ، أرجوك أخبرني !!؟؟
(.......) : سوف أخبرك بكل شيء ، ولكن بشرط !
"هي" : أقبل كل شروطك ، ولكن قل لي !
(.......) : شرطي هو أن نلتقي غداً في مقهى ،,,،,,، ..
"هي" : وأنا قبلت !
.
.
--------------------------------------------------------------------------------
.
(حقيقة مخبأة في زوايا جارحة)
"هي" جالسة في المقهى قبل الموعد بنصف ساعة !
يمر الوقت ببطئ شديد ،
ها قد وصل ..
(......) : مرحباً .
"هي" ......
(......) : ماذا تريدين أن تشربي ؟
"هي" : لاشيء ، لا أريد سوى أن أسمع ما لديك !
(......) : سوف أطلب لك قهوة !
"هي" .......
(.....) : لا أدري من أين أبدأ .. ولكن قبل أن أقول لك ماذا حدث ،
اعلمي أني أحبك !
"هي" :أنا إمرأة متزوجة ..
يقاطعها الحديث ,,
(......) : كنتي متزوجة , وأنا السبب في ذلك!
"هي" تبادله نظرة قاسية وباستغراب!
(المجهول) :أتذكرين ليلة عرسك ! في صباح هذا اليوم لقد رأيتك وانعجبت بك ،
وأردت أن أأتي لأطلب يدكِ من والديكِ..ولكن فاجأتني أختي بقولها لي أن هذا اليوم هو
يوم زفافك !!
فأحسست بقهر وضيــق ,,
وفي ذلك اليوم حضرت "أختي" زفافك !!
<(المجهول ) وهو يروي القصة لها ، إذ يكسوها الصمت كلياً>
دائماً انتي تحاورينني ، حتى في منامي !
لذلك سألت "أختي" عن مواصفاتك !
<<يتحدث (المجهول) ، وتشعر "هي" بان ريح تحاول أن تصطحبها إلى الجحيم>>
فقالت لي بأنك شعرك أسود ، وعيناكِ بنيتان ، وتوجد علامة على ظهرك !!
"هي" باستغراب : ومن أين أتت بكل هذا !!وما أدراها بالعلامة!!!!
(المجهول) : في حفل زفافك حينما كنتِ ترتدين فستان...
وقع القناع عن وجهه فقاطعته الحديث
"هي": لم فعلتما بي هذا !أيها الأناني !!
إني أكرهك , أكرهك ، أكرهك ,,
(المجهول) منصدم ...... وصامت ,
"هي" تركض بعيداً عن المقهى ، كأنها تتهرب من شيء لا تريده،،
(المجهول) يضع رأسه على الطاولة ،,!!
.
.
.
,,المصح النفسي ,,
"هو"
حيث هنا يجلس ويحاكي نفسه ويحاور الشجر !!
ويتعارك مع الرياح ،،
يبكي وهو في أصعب حالاته ، وأقسى أيامه .
،
،
فإذ يصله رسالة منها "هي"
يفتح الرسالة بلهفة !
يقرأ قصة المجهول !!!
فإذ يقع على الأرض يبكي ويبكي ،
فإذ بأنين بقلبه ،
وإذ بطعن من ألم غائر !.
.
.
.
"هي"
مساؤها بكاء ,, وصباحها عزاء ,,
ربيعها أزهار الحزن ،،
خريفها وداع الحزن وانتظار الجديد من الأحزان !
شتاؤها قسوة وعسرة ..
صيفها حرقة قلب !!
.
.
.
تمت ..
’’’’ |