|
العقيدة الإسلامية |
|
الركن الثاني: الإيمان بالملائكة
الملائكة: هي
أجسام لطيفة أعطيت قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، ومسكنها
السموات وخلقت من نور.
معنى الإيمان بالملائكة:
هو التصديق
الجازم بأن لله ملائكة موجودين حقيقة مخلوقين من نور.
وأنهم كما وصفهم
الله عز وجل: {ومن
عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل
والنهار لا يفترون
} [الأنبياء:
19-20].
ولا يحصي عددهم
إلا الله تعالى، وأنهم معصومون من المعاصي.
وجوب الإيمان بهم:
يجب الإيمان بهم،
ولا يصح إيمان العبد إلا بعد الإيمان بهم، ومن لم يؤمن بهم
ولا بوجودهم فهو كافر بنص القرآن، قال عز وجل: {ومن
يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل
ضلالاً بعيداً
} [النساء: 136].
ويجب الإيمان بهم
إجمالاً كما ورد في الآيات، ومفصلاً لمن ورد تعيينهم في
القرآن والسنة كجبريل وميكال، كما قال الله عز وجل: {قل
من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا
لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. من كان عدوا لله
وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين
} [البقرة:
97-98].
بعض صفاتهم وخلقهم وعباداتهم وقدراتهم:
أولاً: أنهم
خلقوا من نور، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خُلِقَتْ
الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ
مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ
) رواه مسلم في
الصحيح.
ثانياً: أن خلقهم
عظيم، قال الله عز وجل: {عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما
يؤمرون }
[التحريم: 6].
عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال: (رَأَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ
كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ
جَنَاحِهِ مِنْ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ
). رواه أحمد،
وقال ابن كثير:
إسناده جيد.
وقال رسول الله
صلى الله: (أُذِنَ
لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ
مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ
أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ
) رواه أبوداود،
وصححه الألباني.
ثالثاً: هم أهل
العبادة الدائمة، قال الله عز وجل عنهم: {يسبحون
الليل والنهار لا يفترون
} [الأنبياء:
20].
وعن حكيم بن حزام
رضى الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه في
أصحابه إذ قال لهم: (إِنِّي
أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ
أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا
مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ
سَاجِد )
رواه أحمد واللفظ له، والترمذي وقال:
حديث حسن غريب.
الآثار المترتبة على الإيمان بالملائكة:
1-
استشعار عظمة
الله لما يعلم من عظمة مخلوقاته كالملائكة.
2-
دوام المراقبة
لله سبحانه والبعد عن كل ما يغضب الله، إذا علم أن لله
ملائكة يكتبون على المرء جميع أعماله، كما قال عز وجل: {كراماً
كاتبين يعلمون ما تفعلون
}
[الانفطار:
11-12].
وكما قال عز وجل:
{ما
يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد
} [ق: 18].
3-
الاجتهاد والجد
في العبادة دون كللٍ ولا ملل،ٍ إذا علم أن من مخلوقات الله
من يعبد الله ليلاً ونهاراً لا يفتر عن ذلك، كالملائكة: {يسبحون
الليل والنهار لا يفترون
} [الأنبياء:
20].
|