الصفحة الرئيسية

المستوى الأول

1- التعريف بالإسلام

 

2- خصائص الإسلام

 

3- أدلة وجود الله

 

 4-أركان الإيمان

 

 

المراجع العلمية

 

 

 

 

المستوى الثاني

1- شهادة لا إله إلا الله

 

2- العبادة

 

3- الشرك بالله

 

4- الكفر

 

5- التوسل  أنواعه وأحكامه
 
 

المستوى الثالث

التعريف ببعض المصطلحات العقدية

 

2- خصائص أهل السنة والجماعة في تقرير مسائل الاعتقاد

 

3- منزلة العقل في الإسلام

 

4- المسيح بين القرآن والإنجيل

 

المراجع العلمية

 

 

 

 

 

العقيدة الإسلامية

‎‎

 4. المسيح بين الإنجيل والقرآن

أ- المسيح في القرآن الكريم:

‎‎ لقد ذكر القرآن مواضع مهمة من سيرة المسيح عليه السلام من حين ولادته إلى حين رفعه إلى السماء، وبَّين ضلال النصارى واليهود فيه واعتقاداتهم الفاسدة، وردَّ عليها وبيَّن كفرهم وضلالهم، وتفصيل ذلك كما يلي: ‏

1. مريم (أم عيسى ) وحياتها:

‎‎ قال الله عز وجل: {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } [آل عمران : 35-37]. ‏

‎‎ ‏ {وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } ‏

‏[آل عمران : 42-44].

2. ولادة المسيح عليه السلام:

‎‎ قال عز وجل: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً * فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً* قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً * فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً *وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً * فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً *ياأخت هارون ماكان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً } [مريم: 16-28].

3. من معجزات المسيح عليه السلام :

‎‎ قال عز وجل: {فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً* ياأخت هارون ماكان أبوك امرأ سوءٍ وماكانت أمك بغياً * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً } [مريم : 27-30]. ‏

‎‎ قال سبحانه: {ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين } [آل عمران : 49]. ‏

‎‎ وقال: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدةً من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآيةً منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين } [المائدة : 114-115]. ‏

‎‎ وقال: {وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } [البقرة : 87]. ‏

‎‎ وقال: {إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين } [المائدة : 110]. ‏

4. عيسى نبي من أنبياء بني إسرائيل:

‎‎ قال الله تعالى: {ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم } ‏

‏[آل عمران: 49]. ‏

‎‎ وقال: {وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة } [الصف: 6].  ‏

‎‎ وقال سبحانه: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل } [الزخرف : 59]. ‏

5. دعوة عيسى عليه السلام:‏

‎‎ قال عز وجل: {يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } [المائدة : 72]. ‏

‎‎ وقال تعالى: {ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الـذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هـذا صراط مستقيم } [آل عمران: 50-51]. ‏

‎‎ وقال سبحانه: {ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } [الزخرف: 63-64].

‎‎ وقال: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين } [آل عمران: 52-53]. ‏

6. ليس المسيح إلا عبداً لله ورسولاً من رسله:

‎‎ قال الله تعالى: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } [النساء: 171]. ‏

‎‎ وقال سبحانه: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام } [المائدة : 75]. ‏

‎‎ وقال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً } [النساء: 172]. ‏

‎‎ وقال: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً * ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون } [مريم: 30-34]. ‏

‎‎ وقال: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل } [الزخرف: 59]. ‏

7. نزول الإنجيل على المسيح:

‎‎ قال سبحانه: {وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل } [الحديد: 27]. ‏

‎‎ وقال: {وآتيناه الإنجيل فيه هدىً ونور } [المائدة: 46]. ‏

8. تبشير المسيح بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً من بعده:

‎‎ قال تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد } [الصف: 6]. ‏

‎‎ فلما جاء الرسول صلىالله عليه وسلم كفروا به: ‏

‎‎ قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين } [البقرة: 89]. ‏

‎‎ وقال: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون } [البقرة: 101]. ‏

‎‎ وقال: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } [البقرة: 109]. ‏

9. تكفير من ألّه المسيح أوعَبَده:

‎‎ قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً } [المائدة: 17]. ‏

‎‎ وقال: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } ‏

‏[المائدة: 72]. ‏

‎‎ وقال: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ماقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ...} [المائدة: 116-117]. ‏

‎‎ وقال سبحانه: {اتخذوا أحبـارهم ورهبـانهم أربابـاً من دون الله والمسيح ابن مريم } [التوبة: 31]. ‏

10. إنكار القرآن على الغلاة من أهل الكتاب:

‎‎ قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولاتقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً } [النساء: 171]. ‏

‎‎ وقال: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل } [المائدة: 77]. ‏

‎‎ وذلك أن ولادة المسيح من غير أب كانت سبباً في اختلاف واسع الشقة، فبينما يزعم اليهود أن المسيح لقيط، وأن أمه بغي أتت به من الزنا، يذهب النصارى إلى أن عيسى إله في صورة البشر، جاء ليخلص بني آدم من خطيئتهم منذ خلق آدم إلى يوم القيامة، فنزل القرآن ليبين فساد اعتقاد الفريقين، وينسبهما إلى الغلو القبيح والشرود عن الحق والبعد عن سواء السبيل. ‏

11. ماصلبوا المسيح بل رفعه الله إليه:‏

‎‎ قال تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علمٍ إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً } [النساء: 157]. ‏

12. نزول المسيح قبل القيامة:‏

‎‎ قال عز وجل: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } [النساء : 159]. ‏

ب- المسيح في الإنجيل

‎‎ كما هو معلوم فإن النصارى يؤمنون بأربعة أناجيل وهي:

‎1. إنجيل متى. ‏

‎2. إنجيل لوقا. ‏

3. إنجيل مرقص.

4. إنجيل يوحنا. ‏

‎‎ ولهذا سنذكر ملخصاً لفكرة المسيح لديهم من خلال هذه الأناجيل: ‏

1. من هو المسيح:‏

‎‎ المسيح عند النصارى هو ابن الله الأزلي -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً -، وهم يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى غضب على الجنس البشري بسبب خطيئة آدم وأكله من الشجرة، ولهذا رحمة بهم أرسل ابنه الوحيد إلى الأرض، حيث دخل رحم مريم العذراء البتول، وولد كما يولد الأطفال وتربى كالأطفال، ثم صلب ظلماً على الصليب ليكفر عن آدم وبني آدم الخطيئة. ‏

2. المسيح هو الله وابن الله وثالث ثلاثة:‏

‎‎ يعتقد النصارى أن الله حل في المسيح فاختلط جزءه البشري مع الجزء الإلهي، وأنه ابنه، وأنه شخص وأقنوم منفصل عنه، كلها اعتقادات للنصارى ولايمكن الجمع بينها ولايقبلها العقل البشري. ‏

3. عقيدة التثليث:‏

‎‎ خلاصة هذه العقيدة أن الابن وهو المسيح، والأب وهو الله، والروح القدس وهو جبريل، ثلاثة أقانيم -أي أشخاص - وفي نفس الوقت هم واحد، وهذه العقيدة لايمكن للعقل قبولها ولاتوافق حتى السنن الكونية، ولهذا وجد لها النصارى حلاً، فقالوا لأتباعهم المقولة المشهورة: "اعصب عينيك واعتقد "، أي من غير أن تفكر هل هو مقبول عقلاً أم لا؟‏

4. نسب المسيح:‏

‎‎ إن المتأمل في أناجيلهم يجد التباين الكبير والاختلاف الشديد بين إنجيل متى وإنجيل لوقا في سرد نسب المسيح عليه السلام، فكيف يكون الإنجيل هذا من عند الله، وأيهم الصواب؟ إن هذا دليل واضح على عدم قدسية الإنجيل وصحته، لأن التحريف والتبديل قد دخله، وهذا التباين والاختلاف من أقوى الأدلة. ‏

‎‎ لقد نسب كتاب الإنجيل المسيح إلى يوسف ومن ثم إلى داود وإلى إبراهيم. وهل كان يوسف أباً للمسيح حتى يكون نسبه من جهته؟ كلا، وإن كان لابد فليكن من جهة مريم أمه لا غير، كما نسبه القرآن الكريم. ‏

5. ولادة المسيح وحياته:‏

‎‎ لقد ذكرت الأناجيل ولادة المسيح وحياته بشكل يدعو للدهشة لما فيه من التناقض والاختلاف، مما يدل على وقوع التحريف والتبديل فيها، فخذ أمثلة على هذا: ‏

أ. في إنجيل لوقا: أن ولادة المسيح كانت بعد الاكتـتاب في عهد أغسطس، والثابت في التاريخ أن ذلك كان في السنة السادسة من ولادة المسيح. ‏

‎‎ بينما يقول متى: إن ولادة المسيح كانت في عهد هيرووس، والثابت في التاريخ أنه توفي قبل ولادة المسيح بأربع سنوات. ‏

ب. أن متى يدعي أن أبويه ذهبا إلى مصر خوفاً من هيرووس الذي أمر بقتل جميع الصبيان. بينما يقول لوقا: إن أبويه ذهبا به إلى أورشليم ومنها إلى الناصرة وبقيا هناك إلى أن شابا. ‏

ج. يقول متى: إن المسيح كان ملك اليهود، والتاريخ يكذب هذه الدعوى، فإن المسيح لم يكن يوماً ما ملكاً لليهود، بل هم الذين سعوا إلى الحكم واستطاعوا إصدار الأمر عليه بالإعدام. ‏

6. ما جاء في الأناجيل عن المسيح موافقاً لما في القرآن:‏

أ. بشرية المسيح: حيث تقول بأنه ولد من مريم، وكان يأكل ويشرب ويتعب وينام وكلها من خصال البشر. ‏

ب. أنه رسول الله: ‏

‎‎ جاء في إنجيل متى:10 / 40: "متى يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ". ‏

ج. أنه رسول إلى بني إسرائيل خاصة: ‏

‎‎ ورد في إنجيل متى  15 / 24: "أن المسيح عليه السلام لحقته امرأة كنعانية تطلب منه شفاء ابنتها المجنونة فقال المسيح: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ". ‏

‎‎ وهذا مخالف لما يدعيه النصارى من عالمية دعوتهم لجميع الناس. ‏

د. أنه متبع لشريعة موسى عليه السلام ومكمل لها: ‏

‎‎ يقول متى في إنجيله 5/ 17: عن المسيح أنه قال: "لاتظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ماجئت لأنقض بل لأكمل ". ‏

هـ. أنه دعى إلى عبادة الله وحده لاشريك له: ‏

‎‎ ذكر متى في إنجيله 4/10: عن المسيح أنه قال: "للرب إلهك تسجد إليه وإياه وحده تعبد ". ‏

خلاصة هذا الموضوع:

‎‎ ومن خلال هذا العرض نخلص إلى مايلي:   

‎‎ أولاً: أن عقيدة المسلمين كما تبين من نصوص القرآن الكريم في المسيح عليه السلام عقيدة مقبولة عقلاً، وتتطابق مع السنن الكونية والإلهية، بخلاف مافي سيرته في الأناجيل من المبالغة والأمور التي لاتقبل عقلاً، فمثلاً كيف يكون رباً ثم هو يقتل ويصلب ولايستطيع أن يدافع عن نفسه.    

‎‎ ثانياً: من خلال الوصف تظهر وسطية الإسلام تجاه المسيح عليه السلام، فلا غلو كالنصارى الذين جعلوه رباً وإلهاً، ولا جفاء كاليهود الذين جعلوه ابناً من الزنا -قبحهم الله -.

‎‎ ثالثاً: التوافق والتلاؤم بين المعلومات في القرآن عن المسيح عليه السلام وما يجب اعتقاده فيه، ولاتوجد أي معلومة في القرآن حوله متضاربة أو متناقضة بخلاف الأناجيل، فإن المعلومات التي فيها متضاربة، فما يوجد في إنجيل يوحنا يخالف مافي إنجيل متى وهكذا.  

‎‎ رابعاً: أن ما نقل إلينا في القرآن عن المسيح عليه السلام ثبت سنده بالتواتر القطعي الذي رواه الثقات عن الثقات بالأسانيد المشهورة المعلومة، وأما ما نقل إلينا عن المسيح في الأناجيل فلا سند له، ولايعلم مصدره، وهذا يشكك في نسبة المعلومات عن المسيح وعن حياته.                    

‎‎ خامساً: مجمل عقيدة المسلمين من خلال القرآن في المسيح عليه السلام إنما هي تشريف وتكريم ورفع منزلته، ولايوجد فيها تنقيص أو احتقار له بخلاف ما عليه الأناجيل من ذكر بعض ما ينقص من قدره، كالصلب والفداء ونحو هذا. ‏