الصفحة الرئيسية

المستوى الأول

1- التعريف بالإسلام

 

2- خصائص الإسلام

 

3- أدلة وجود الله

 

 4-أركان الإيمان

 

 

المراجع العلمية

 

 

 

المستوى الثاني

1- شهادة لا إله إلا الله

 

2- العبادة

 

3- الشرك بالله

 

4- الكفر

 

5- التوسل  أنواعه وأحكامه
 
 

المستوى الثالث

التعريف ببعض المصطلحات العقدية

 

2- خصائص أهل السنة والجماعة في تقرير مسائل الاعتقاد

 

3- منزلة العقل في الإسلام

 

4- المسيح بين القرآن والإنجيل

 

المراجع العلمية

 

 

 

 

 

العقيدة الإسلامية

الركن الرابع: الإيمان بالرسل

‎‎ تمهيد:

‎‎ مما يجب الإيمان به أن الله سبحانه أرسل رسلاً وأنبياء إلى أقوامهم، مبشرين ومنذرين من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيما } [النساء: 165]. ‏

‎‎ ومن كفر بواحد منهم كفر بجميعهم، قال عز وجل: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً } [النساء: 150]. ‏

‎‎ وأساس دعوتهم وزبدة رسالتهم هو توحيد الله وإفراده بالعبادة، قال عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمةً رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36]. ‏

‎‎ ولكن لم يهملوا جوانب الحياة الأخرى؛ بل كذلك أرسلهم الله لإصلاح حياة الناس وتنظيمها وتهذيبها. ‏

‎‎ تعريف النبي:

‎‎ في لغة العرب: مأخوذ من النبأ وهو الخبر، فكأن النبي مخبر عن الله. ‏

‎‎ ومأخوذ من النبوَة، وهو ما ارتفع من الأرض، فكأن النبي أرفع الناس قدراً. ‏

تعريف الرسول: ‏

‎‎ في اللغة: مأخوذ من الإرسال والتتابع، وسموا رسلاً، لأن الله أرسلهم متتابعين، رسولاً بعد رسول، واحداً بعد واحد. ‏

‎‎ قال عز وجل: {ثم أرسلنا رسلنا تتراً } [المؤمنون: 44]. ‏

‎‎ الفرق بين النبي والرسول: ‏

‎‎ الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد. ‏

‎‎ والنبي: هو المبعوث لتقرير شرع من قبله من الرسل. ‏

‎‎ عدد الأنبياء والرسل: ‏

‎‎ جاء في القرآن الكريم ذكر خمسة وعشرين نبياً ورسولاً، وأما في السنة فقد جاء حديث صحيح يبين عددهم من غير ذكر أسمائهم. ‏

‎‎ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَال: (مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا ) رواه أحمد وصححه الألباني. ‏

ما تميز به الأنبياء والرسل عن سائر البشر:

1- الوحي:

‎‎ قال عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } [فصلت: 6]. ‏

2- العصمة:

‎‎ فالأنبياء معصومون من الخطأ والنسيان والغفلة في تبليغ رسالات الله للبشر، وكذلك هم معصومون من الكبائر دون صغائر الذنوب على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وإن أخطأوا فى اجتهاد لم يقروا عليه، بل ينزل القرآن لتصويبهم. قال تعالى: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * ومايدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى } [عبس: 1-4]. ‏

3- الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم: ‏

‎‎ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنـّا معشر الأنبِياء تنَام أعيُنُنَا ولَا تنَام قُلُوبُنَا ) ورد في الجامع الصغير، وصححه السيوطي والألباني، وأصله في الصحيحين.‏

4- تخيير الأنبياء عند الموت: ‏

‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَامِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه البخاري. 5- لا تأكل الأرض أجسادهم بعد الموت:‏

‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام ) رواه أبوداود، والنسائي واللفظ له، وصححه الألباني. ‏

‎6- أنهم أحياء في قبورهم:‏

‎‎ ولكنها حياة لا نعلم كيفيتها، قال صلى الله عليه وسلم: (الْأَنْبِيَاء أَحْيَاء فِي قُبُورهمْ يُصَلُّونَ ) رواه أبو يعلى، وصححه الألباني.‏

الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

‎‎ هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وهذه الشهادة وهذا الإيمان يتضمن أموراً عظيمة لابد من بيانها ومعرفتها والعمل بها: ‏

1- الإيمان به وبرسالته، وأنه نبي مرسل من عند الله. قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل }   [النساء:136]. ‏

‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) رواه البخاري ومسلم. ‏

2- تصديقه فيما أخبر؛ سواء كان شيئاً غيبياً أو شيئاً مشاهداً. قال عز وجل: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } [النجم: 3-4]. ‏

3- طاعته فيما أمر:

‎‎ قال عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]. ‏

‎‎ وقال تبارك وتعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [النور: 63]. ‏

‎‎ وقال عز وجل: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [التغابن: 12]. ‏

4- تعظيم أمره صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على أي قول:

‎‎ قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } [الحجرات: 1]. ‏

‎‎ وقال عز وجل: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } [الأحزاب: 36]. ‏

5- التحاكم إلى سنته وشريعته والتسليم لها:

‎‎ قال عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } [النساء: 65]. ‏

‎‎ وقال عز وجل: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } [النساء: 59]. ‏

‎‎ وقال عز وجل: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51]. ‏

6- نشر سنته والدعوة إليها وإحياؤها:

‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّار ) متفق عليه. ‏

‎‎ وقال أيضا: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْه ) رواه الترمذي وأبوداود، وقال الترمذي: حديث حسن. ‏

‎‎ وقال أيضا: (مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعده كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء ) رواه مسلم. ‏

‎‎ والمراد بذلك من أحيا سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم نسيها الناس ولم يعملوا بها، أو جهلوها فعلمهم إياها. ‏

7- الاعتقاد بأنه خاتم الرسل:

‎‎ قال عز وجل: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [الأحزاب: 40]. ‏

‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِم، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ) رواه مسلم. ‏

‎‎ وقال أيضا: (إنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) رواه أحمد و أبو داود. ‏

‎‎ وقال أيضا: (أَنَا الْعَاقِبُ، والعاقب الَّذِي لَيْسَ بَعْده نَبِي ) رواه مسلم. ‏

‎‎ ومن اعتقد أنه سيبعث بعد نبي الله أحد فهو كافر مكذب بالكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ‏

‎8- الإيمان بعموم رسالته صلى الله عليه وسلم:

‎‎ فهي عامة للإنس والجن ولجميع الناس إلى آخر الزمان، قال عز وجل: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً } [سبأ: 28]. ‏

‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. ‏

‎‎ فرسالته صلى الله عليه وسلم ليست خاصة بالعرب مثلاً، وليست خاصة بالبيض دون السود أو العكس؛ بل هي للناس كافة. ‏

9- توقيره واحترامه:

‎‎ قال عز وجل: {لتعزروه وتوقروه } [الفتح: 9]. ‏

‎‎ وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } [الحجرات: 2]. ‏

10- عدم الغلو فيه صلى الله عليه وسلم فوق منزلته:

‎‎ من الإيمان به عدم رفعه فوق المنزلة التي أنزله الله عز وجل، فهو سيد ولد آدم وأفضل البشر، ولكنه ليس بإله، ولا يدعى من دون الله، ولا يجوز إعطاؤه صفات الربوبية كالخلق والرزق، أو أن بيده تدبير الكون كما يزعم غلاة المتصوفة، الذين غلوا فيه وخالفوا وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُوله ) رواه البخاري. ‏

‎11- الصلاة والسلام عليه عند ذكره:

‎‎ قال عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } [الأحزاب: 56]. ‏

‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم ) رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.‏

‎‎ وقال أيضا: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلى الله عليه بها عَشْراً ) رواه مسلم. ‏

‎‎ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد. ‏

حاجة البشرية للرسالات السماوية:

‎‎ الرسالة ضرورية للعباد، لابد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ ‏

‎‎ والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، وكذلك العبد مالم تشرق في قلبه شمس الرسالة، ويناله من حياتها وروحها، فهو في ظلمة وهو من الأموات، قال الله عز وجل: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون } [الأنعام: 122]. ‏

‎‎ فهذا وصف المؤمن، كان ميتاً في ظلمة الجهل فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان، وجعل له نوراً يمشي به في الناس، وأما الكافر فميت القلب تائه في الظلمات. ‏
‏ ‏