|
السنة النبوية الشريفة |
|
منهج السنة
المستوى الثالث
1.
ضوابط الفهم السنة وتطبيقها
بعد أن ذكرنا في
موضوعٍ سابقٍ حجية السنة ووجوب العمل بها، لا بد لنا من
ذكر الضوابط لفهم السنة التي يبنى عليها العمل.
1.
أهمية العمل بها
والدعوة إليها وإحياء ما اندرس منها بين الناس، وتربية
الناس على ذلك.
2.
لايجوز رد السنة
أو عدم العمل بها بناءً على منطلقات عقلانية لا ترتكز على
أسس ومقاصد شرعية.
ومانراه اليوم من
تركٍ وردٍ للسنن بحجة عدم مواكبتها للتقدم العلمي، أو عدم
موافقتها لعقول البشر، ماهو إلا مظهر من مظاهر الهزيمة
والضعف وعدم الاعتزاز بهذا الدين، بل هو مظهر جلي من مظاهر
عدم فهم السنة فهماً صحيحاً.
3.
لايجوز العمل
بالسنة وتطبيقها بدون علم بفقهها وسؤال أهل العلم عنها،
لأن الجهل بالنصوص والجرأة على العمل بها مع هذا الجهل من
سمات أهل البدع، كما فعلت الخوارج فَنَزَّلت النصوص
الواردة في الكفار على المسلمين فاستباحوا دماءهم
وأموالهم.
4.
من أهم أسس فهم
السنة التأكد من النص الشرعي الوارد في الحديث هل يفيد
الاستحباب أو الوجوب؟ أم أن مؤداهُ في نهاية الأمر إلى
الإباحة ليس إلاّ؟ وهذا أساس لفهم السنن، ومعظم الخطأ
الحاصل في فهم السنة مبني على هذا الأصل.
5.
بعد ثبوت النص
وأنه يدل على الاستحباب مثلاً، يبقى النظر في طريقة
التطبيق، فلابد أن يكون فهمها أولاً، وتطبيقها ثانياً
موافقاً لفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وكم من
سنة ثبتت وأسيء فهمها فكان التطبيق بعيداً عن السنة.
6.
أن من القواعد
والضوابط لفهم السنة فهماً صحيحاً أن يعمل بالنصوص الواردة
جميعها، وعدم الاقتصار على نص واحد وترك النصوص الأخرى،
فهذه ميزة تميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل
البدع الذين أخذوا مايوافق أهواءهم وتركوا باقي النصوص.
7.
لابد من النظر في
المقاصد الشرعية عند تطبيق السنن، فكم من سنة يجب تركها
لتحقيق مصلحة أكبر وأعظم، وكم من سنة تـترك لما يترتب على
فعلها من مفاسد. ولا نعني بهذا الكلام أن نفتح الباب على
مصراعيه للمصالح المتوهّمة، ولكن الذي يقدر هذه المصلحة
علماء الإسلام المشهود لهم بالرسوخ في العلم وسلامة
المنهج.
فهذا نبي الله
صلى الله عليه وسلم يترك هدم الكعبة وبناءها على قواعد
إبراهيم عليه السلام حرصاً على دعوة قومه، كما جاء ذلك عن
عائشة في البخاري حيث قال: (يا
عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم
فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض....
) الحديث، فقدم
مصلحة الدعوة على بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه
السلام، مع أن الجميع مقصد شرعي، لكن مصلحة الدعوة أولى
بالتقديم.
8.
الأصل في تطبيق
السنن أن تكون من دون تكلف، وتكون سهلة في التطبيق
والإعداد قال الله عز وجل: {قل
ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
} [سورة: ص:86].
|