|
الحديث الأول
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بنالخطاب رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنما الأعمال بالنيات ,
وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله
ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها و امرأة ينكحها فهجرته إلى ما
هاجر إليه " متفق عليه .
الشرح : هذا الحديث اصل عظيم في أعمال القلوب , لان النيات من أعمال القلوب
قالالعلماء : وهذا الحديث نصف العبادات , لأنه ميزا الأعمال الباطنة وحديث
عائشة رضي الله عنها " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي لفظ
آخر " من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد " نصف الدين , لأنه ميزا الأعمال
الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات "
أنه ما من عمل إلا وله نية , لأن كل إنسانعاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا
بلا نية , حتى قال بعض العلماء " لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف
ما لا يطاق " ويتفرع من هذه الفائدة :
الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات ثم يقوللهم الشيطان :
إنكم لم تنووا . فإننا نقول لهم : لا , لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا
بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس .
ومن فوائد هذا الحديث أنالإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي
صلى الله عليه وسلم " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله
ورسوله "
ويستفاد من هذا الحديث أيضا أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له ,فقد يكون
الشيء المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيرا , مثل أن ينوي
بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
" تسحروا فإن في السحور بركة "
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها
الحكم , وقدضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلا بالهجرة , وهي الانتقال
من بلد الشرك إلىبلد الإسلام وبين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجرا
وتكون لإنسان حرمانا , فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر ,
ويصل إلى مراده . وهذا الحديث يدخلفي باب العبادات وفي باب المعاملات وفي
باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه .
|
|