الحديث الثاني
والثلاثون
عن أبى
سعيد بن سعد بن سنان الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا ضرر و لا ضِرارحديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني و غيرهما
مسندا ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وسلم فأسقط أبا سعيد ، وله طرق أخرى يقوي بعضها
بعضا .
*الشرح :
عن أبي سعيد سعد بن سنانالخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال - لا ضرر و لا ضرار - ثم تكلم المؤلف – رحمه الله – على طرق
هذاالحديث .
قوله - لا ضرر - أي : أن الضرر منفي شرعا ، - و لا ضرار - أي : مضاره و
الفرق بينهما أن الضرر يحصل بلاقصد ، و الضرار يحصل بقصد فنفى النبي
صلى الله عليه وسلم الأمرين ، و الضرار اشد من
الضرر ؛ لأن الضرار يحصل قصدا كما قلنا .
مثال ذلك : لو إنسانا له جار و هذاالجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة
إلى بيت الجار لكن بلا قصد ، وربما لميعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر
إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة : أنا ما أقصد المضارة ، نقول له : إن
لم تقصد ؛ لأن الضرر منفي شرعا أما الضرار فإن الجاريتعمد الإضرار بجاره
فيتسرب الماء إلى بيته و ما أشبه ذلك ، و كل هذا منفي شرعا وقد أخذ العلماء
من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار و غيره ، وما أحسن أن يراجع
الإنسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار .
|